فيما تنشغل الشاشات المحلية، ومعها الفضائية، بالتسابق على اقتسام الطبق الرمضاني من حصة المشاهدة، ومحاولة معرفة إن كان رهانها على الأعمال الدرامية التي عرضتها أتى أكله، تنحو «المنار» الى مكان آخر، لا تنافس فيه الا نفسها. برنامج «التحدي» (إعداد زينب ناجي- إخراج أحمد زين الدين - إنتاج «المنار» بالإشتراك مع «هيئة دعم المقاومة»)، الذي بدأ عرضه في رمضان، ويحجز له أسبوعياً ساعة تلفزيونية على «المنار»، يتشعب في اتجاهات عدة، ليحقق عدداً من الأهداف يشرحها لنا المخرج أحمد زين الدين، قائلاً: «ما بات يعرض اليوم على الشاشات يبعد عن روحية الشهر الفضيل، من خلال تناول مواضيع لا تشبه الواقع اللبناني. ومن ضمن الأهداف الأساسية، الالتفات الى فئة الشباب لا سيّما الجامعيين، تلك الفئة المهمشة التي لا تجد بعد أي محطة تمثلها وتتوجه إليها (قام بإجراء إحصاء شمل 100 ألف طالب جامعي)، عدا أنّ جيلاً كاملاً (من عام 2000 الى 2018) لا يعرف شيئاً عن المقاومة». أهداف عدة إذاً، اجتمعت لتخرج بهذا البرنامج الذي يقدمه وجه جديد على «المنار» هو محمد سبلاني.
أطل غسان سركيس بالقرب من موقع سجد

عمل يمنح المشاهدين/ات، مادة ترفيهية وتثقيفية جامعة، قوامها التشويق، وإعادة سرد التاريخ المعاصر لأبرز بطولات المقاومة واستذكار شهدائها. الى جانب الشباب الجامعي الذي يشارك في البرنامج الذي يتوجه الى أحد مخيمات التدريب ويجري اختبارات قوامها تحديات قاسية، يحضر في كل حلقة مسؤول في جهاز المقاومة، يعرّف هؤلاء إلى أحد المواقع البطولية للمقاومة (سجد، الدبشة...)، بين البقاع والجنوب والجبل. ومن خلاله، يسرد بطولات حُققت قبل سنوات قليلة، وصنعت التحرير والنصر للبنان، من خلال معلومات تاريخية موثقة. مشهدية تجمع بين المغامرة والتشويق من جهة، والوقوف على نضالات المقاومين، في ما يخصص البرنامج مساحة لقاء ونقاش بين هؤلاء الشباب، وضيوف من ميادين مختلفة (الرياضة، السياسة، الفن..).. شاهدنا غسان سركيس في الحلقة الأولى بالقرب من موقع «سجد»، حيث أقيمت محاكاة بين الشباب المشاركين في البرنامج، وبين العملية البطولية لاقتحامه من قبل المقاومين التي حصلت عام 1997. مشاهد بين الماضي القريب والحاضر اليوم، امتزجت في مشهدية واحدة، إحياء للذاكرة وإعادة توثيق هذه الأعمال كي يتعرّف الجيل الجديد إلى هذه البطولات. بعد ذلك، مرّ الممثل عمار شلق، برفقة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، والرئيس إميل لحود، والصحافي جوزيف أبو فاضل. «التحدي» الذي يحيد بشكل جذري عن الأجواء الرمضانية السائدة، ويأخذنا في رحلة قصيرة إلى عوالم الشهادة والبطولة، واختبار الصعوبات اللوجستية والعسكرية التي كانت تمرّ بها المقاومة، استطاع ــ تبعاً لزين الدين ـــ تحقيق صدى واسع، وتشجيع العديد من الشباب على المشاركة فيه، وأيضاً تثبيت جذور أهم المحطات البطولية التي صنعتها المقاومة.

برنامج «التحدي»: الجمعة 22:45 على «المنار»