بغداد | ليس بالحدث العابر أن تستضيف بغداد اجتماع المكتب الدائم لـ«الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب»، فهي المرّة الأولى التي يعقد فيها الاجتماع في بغداد منذ نيسان (أبريل) 2003. استبقت الاجتماع تصريحات صحافية متفائلة، في مقدّمتها ما قاله أمين عام اتحاد الأدباء العرب الشاعر حبيب الصايغ: «إنّ العاصمة العراقية كانت دائماًَ منتجة للثقافة الحرّة، بما قدّمته للعرب من شعراء وروائيين ونقاد ومثقفين ومفكّرين، جنباً إلى جنب حركة الطباعة الواسعة للكتب الأدبية والفكرية والمجلات الطليعية، وإقامة المهرجانات الثقافية الدولية التي التقى فيها كبار الأدباء والكتاب والشعراء العرب بعضهم ببعض، ومع نظرائهم من الأجانب الذين أتوا إليها من أنحاء الأرض».في بغداد، انطلق الاجتماع الذي حملت دورته اسم الشاعر مظفر النواب، تكريماً لمنجزه ومكانته في تاريخ الشعر العربي. واختار أدباء العراق المقطع التالي للنَوّاب ليضعوه على غلاف المؤتمر الذي نقرأ منه الآتي: «يا طير البرق تأخرت../ فأنا أوشك أن أغلق باب العمر ورائي../ أوشكُ أن أخلع من وسخ الأيام حذائي...».
وشهدت أيّام المؤتمر، عدا اجتماع المكتب الدائم، جلسات بحثية عدة حول: «ثقافة العنف والآليات الناعمة لمواجهتها»، و«التنوّع الثقافي ورهانات التواصل»، فضلاً عن زيارة المتحف الوطني العراقي وشارع المتنبي في بغداد، واحتفاليتين موسيقيتين، إضافة إلى تلاوة البيان الختامي وتوصيات الأدباء العرب المجتمعين في بغداد.
وحضر الأدباء الضيوف من بلدان عربية مختلفة، من أمثال: محمد بن الهادي وعادل بن عبد الوهاب وصلاح الدين بن الثابت (تونس)، وبن عزوز عقيل، ومحمد بوطي ويوسف شقرة (الجزائر)، ونضال عبد القادر الصالح وفلك محمد خير وحمدي محمود موصللي (سوريا)، وحبيب الصايغ، ويوسف أحمد آل سمرين، وشمة الببلوشي (الامارات)، ومحمد علاء عبد الهادي، وعبد الناصر حافظ محمد، وشوقي جلال محمد وسمير السيد درويش (مصر)، وأحمد بن سالم الجحفلي، وسعيد بن محمد الصقلاوي، وخميس بن راشد العدوي (سلطنة عمان)، ومحمد الأمين اليعقوبي ومحمدو احظانا وسيدي أمجاد (موريتانيا)، وخليفة صالح خليفة، ورامز رمضان خليفة (ليبيا)، وعبد القادر أحمد سعد، وعمر أحمد قدور، والفاتح علي مصطفى (السودان)، ومبارك سالمين مبارك وصالح علي عبدالله وعلوان أحمد عبدالله (اليمن)، ومحمد وجيه فانوس وريمون بطرس غوش وأميرة حسين المولى (لبنان)، وصالح محمود هواري ومحمود أبو الهيجا ومراد رزق الله ضحى (فلسطين)، وعبدالله اسماعيل الفليكاوي وطلال سعد مبارك (الكويت). وكان واضحاً غياب وفود دول المغرب والبحرين والأردن عن الاجتماع.
وحضرت الوفود العربية فعاليات «مهرجان الجواهري الشعري»، الذي انطلقت أعماله الخميس الماضي على خشبة المسرح الوطني، وضمّ عرض فيلم «وتريات جواهرية»، ومقطوعات موسيقية لفرقة ناظم الغزالي، وقراءات لـ: حبيب الصايغ، ومحمد حسين آل ياسين، والهنوف محمد، ونجاة عبدالله، وموفق محمد، وكاظم الحجاج، ومحمود أبو الهيجا. واشتمل منهاج اليوم الثاني من المهرجان على جولة نهرية في دجلة انطلقت من شارع المتنبي تخللها عدد من القراءات الشعرية، مثلما احتضنت «قاعة سامي عبد الحميد» في «المركز الثقافي البغدادي» في المتنبي قراءات ثانية لعدد من شعراء بغداد والمحافظات الأخرى.
وقال الناطق باسم «اتحاد أدباء العراق» الشاعر عمر السراي، في تصريح إلى «الأخبار»: «الاجتماع ناجح على مستوى محتواه الوطني؛ إذ استطاع أن يبعث رسالة بأن بغداد ما زالت حاضنة إبداعية ومدينة قابلة للعيش الإبداعي والاجتماعي. أما عن الحضور من الأسماء العربية، فالاتحادات العربية وأمانة الاتحاد هي من ترشح الوفود، وبصورة عامة شهدت الدعوات أسماء جيّدة على مستوى مشاركتها في البحوث والقصائد».