لم ترسم قناة «الجديد» بعد خريطة برمجتها الخريفية التي تنطلق عادة في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. لكن المؤكّد أن شبكة البرامج ستشهد «نفضة» على أكثر من مستوى. يجري حالياً تصوير مجموعة من الحلقات التجريبية (بايلوت) لمقدّمين وإعلاميين معروفين، منهم من يعمل في «الجديد» ومنهم من سينضمّ قريباً إلى فريق المحطّة. وحسب معلومات «الأخبار»، فإن التغيير سيطال مختلف أنواع البرامج، من فنية وترفيهية واجتماعيّة وسياسية. ومن المتوقّع أن تتضح الرؤية، وتؤخذ القرارات في الأسابيع المقبلة، بعد الاتفاق بشكل نهائي على المشاريع ومقدميها.في هذا السياق، يبدو أن برنامج «للنشر» الذي تقدّمه ريما كركي كل اثنين، وصل إلى نهايته بعد مواسم عدّة من النجاح، حقق خلالها الإقبال وأعلى نسب المشاهدة. ومن المرتقب أن تعرض «الجديد» حلقة ختامية من البرنامج، وداعية بامتياز. ستقوم ريما كركي وفريق عملها بجولة على أهمّ القضايا التي عولجت في «للنشر» منذ عام 2014. فقد تميّز العمل بأنه أضاء على حالات إنسانية واجتماعية وقضايا مهمّة، ونافس باقي المشاريع التي تُعنى بالمجال الاجتماعي. وإذا كانت ريما كركي ستقلب صفحة «للنشر»، فهي لن تغيب طويلاً عن الشاشة. إذ ستطل من خلال برنامج جديد لم يتمّ الاستقرار على فكرته بعد. وقد علمنا أن الإعلامية التي حققت حضورها على قناة «المستقبل» قبل الانتقال إلى «الجديد» منذ أربعة أعوام، تحمل في جعبتها مجموعة أفكار مميّزة سيتم الاختيار بينها. من هذه الأفكار برنامج يحمل اسم «إيه في أمل» الذي سبق أن قدمت منه كركي مجموعة حلقات ضمن «للنشر»، وهو يركّز على حالات اجتماعية وإنسانية لافتة يطغى عليها عنصر الفرح. وتفكّر ريما كذلك، في تقديم برنامج من نوع جديد، ضمن إطار اجتماعي فني متنوّع، يحتلّ الفضاء الافتراضي حيّزاً كبيراً منه. كما يتمّ البحث في عودة الإعلامية إلى الحوارات الاجتماعية الفنية والثقافية التي لمعت فيها على قناة «المستقبل»، عبر استضافة أسماء ونجوم ومحاورتهم بأسلوب سهل وسريع وأسئلة موجّهة.
هذه الأفكار كلها مطروحة على ريما كركي، وستتخذ قرارها في الأسابيع المقبلة. يبقى السؤال حول قرار طيّ صفحة «للنشر» الذي يعدّ من أوائل البرامج الاجتماعية على الشاشات المحلية. يبدو أنّه قرار مشترك بين الإعلاميّة والمحطّة. إذ تسرّ كركي للمقرّبين أن هذه الصيغة استنفدت نفسها بعدما وصلت إلى ذروة النجاح، وتفكر في التجدد قبل الوقوع في فخ الرتابة. ويوافق القائمون على «الجديد» أن التغيير ضروري في هذه المرحلة، بخاصة مع كثرة البرامج الاجتماعية، والجميع مقتنع بضرورة الذهاب في اتجاه قوالب عصرية وأكثر مرونة، تتسع لمجموعة متنوّعة من الأفكار. بعدما كانت المحطة رائدة في البرامج الاجتماعية، يبدو أنها ستغيّر الوجهة قريباً، وربما تبعتها المحطات المنافسة، لتطلّ في حلّة مغايرة يكون عنوانها التجدّد والتغيير.