الليلة في «بيت الدين»، لن تكون ككل الليالي. إنّها ليلة فريدة في سجل المهرجان العريق الذي عرف لحظات استثنائيّة لا تحصى في تاريخه. خصوصاً ذات أمسية شهيرة من صيف 2001، حين وقفت فيروز تغنّي وحدها «صباح ومسا»، تحت ضوء القمر، وزياد يرافقها على البيانو. أما حفلتي الليلة والغد، فستكونان لزياد وحده. وحده مع فرقة عالميّة من تسعين فناناً وفنانة ونحو 15 من المساعدين الفنيين والتقنيين والإداريين.
هاني سبليني أثناء التمارين في الإذاعة اللبنانية(مروان طحطح)

زياد رحباني الذي تعيده «مهرجانات بيت الدين الدولية» إلينا بعد نحو عامين من الصمت الطويل، سيفتتح هذا المساء دورة جديدة عامرة في قصر المير بشير الشهابي الكبير. «الكبير» الليلة هو زياد وحده. أولاً لأنّنا سنعيد اكتشاف أحد العباقرة الاستثنائيين على ساحة الموسيقى العربية المعاصرة في حلّة متجدّدة… وثانياً لأنّه هذا الفنّان ــ المفكّر، مبدع شامل يجمع كل أشكال التعبير والاستعراض… وثالثاً لأنّه يخبّئ لنا مفاجآت لا تخطر على بال، تجمع بين ذاكرتنا الثقافية والموسيقيّة، وضميرنا السياسي، والراهن المتوهّج.
حوالي 17 ألف مشاهد حجزوا مقاعدهم لحفلتي الخميس (اليوم) والجمعة (غداً). هذا لا يحدث كل يوم في أي مهرجان لبناني أو عربي. بين المدرج الأساسي (حوالي عشرة آلاف)، وبين الساحات القريبة حيث ستنصب الشاشات الكبيرة وبين المنازل والشرفات والأسطح المطلة التي أقامت لجنة المهرجانات اتفاقات مع شاغليها، على كيفية استضافة مشاهدين، مقابل بدلات مالية. وسيقوم الأهالي بتقديم خدمات خاصة لهؤلاء «الزبائن» تشمل ما لا يحصل عليه شاغلو مقاعد المدرجات، من قهوة ومشروبات و… أركيلة أيضاً.
ينطلق برنامج «ع بيت الدين»، عند الثامنة والنصف مساء. ويتألّف من فصلين بينهما استراحة من عشرين دقيقة. كل جزء يستغرق ساعة، وربّما شطح الفصل الثاني أكثر من ذلك. هذا سيتوقّف على وضعية العمل والفرقة والجمهور… المسرح الكبير الذي أشرف على تصميمه المهندس فادي السرياني، مقسم إلى مستويات عدة متفاوتة الارتفاع، يتوزع عليها الموسيقيون. هناك «زاوية» البيانو مع زياد، ومرتفع مخصص للكورس، وفي مقدمة المسرح غير المرئية يوجد مهندسو الصوت مع غرف خلفية للكواليس، إضافة إلى ديكور مسرحي يستخدم لتقديم مشاهد تمثيلية مع قراءات لبعض النصوص. وبالنسبة إلى زياد، فإن ما يهمه يختصره بجملة واحدة: «انشالله مش بس الأغاني تعجبكم!». وهل هناك شك في ذلك يا زياد؟
الفرقة الموسيقية كبيرة جدا بمقاييس مهرجانات لبنان. وصل عدد أفرادها إلى أكثر مما يتوقع زياد نفسه أو أي من العاملين معه. 66 من أمهر وأفضل العازفين بالمعايير الدولية.

طارق تميم وإيلين ميتيكو واحمد مدلج في الاذاعة اللبنانية(مروان طحطح)

لا غياب لأي آلة موسيقية، والمشاركة من لبنان وسوريا ومصر وروسيا وأرمينيا وبولونيا ورومانيا وهولندا والأرجنتين. وطبعاً يوجد بين الموسيقيين أعضاء من فرقة المعهد الوطني للموسيقى «الكونسرفتوار» يدير الفرقة نيكولاي بابايان. فيما يتولى هاني سبليني تنسيق عمل الفرقة الموسيقية، وكان تولى خلال الأيام الماضية الإشراف على التدريبات، وسيكون له دوره في إدارة عمل الفرقة خلال العرض. أما المسرح الذي يحتضن الاحتفاليّة، فهو تحت إشراف المخرجة المسرحية لينا خوري، وقد صمّمت الإضاءة منى كنيعو، فيما يتولّى هندسة الصوت وسام جراح وسامي شبشب ورمزي زيدان بمساعدة إدي جزرا، مازن سعد، علي مشورب ورواد سعد. الديكور وتصميم المسرح بتوقيع فادي سرياني. وتشرف ميرنا شبارو على مهمة التصوير التلفزيوني مع فريق كبير، بينما يتولى الزميل مروان طحطح مسؤولية التصوير الفوتوغرافي.
إلى الفرقة الموسيقية الضخمة، والفريق التقني المنوّع، يشارك قرابة 26 فناناً وفنانة في التمثيل والغناء الفردي والكورس. الممثلون هم طارق تميم ولينا خوري وريما قديسي وغازاروس الطونيان، بينما أنيطت مهمة إدارة الكورس المؤلف من عشرين مؤدياً ومؤدية، إلى ماري تيريز بوشقرا. وأشرف على التدريب إدغار عون. أما المشاركون في الغناء فهم: زياد رحباني (لبنان)، منال سمعان (سوريا)، حازم شاهين (مصر)، إضافة إلى روزي يازجي، وهبة إبراهيم، ولارا مطر، ولورين حلو، وسوزي أبو سمرا، وربيع الزهر.
أصحاب الحظ السعيد، موعدهم الليلة وغداً مع حدث نادر في «بيت الدين»… الآخرون، ستكون لهم التسجيلات، وحفلات زياد المقبلة قريباً.


أمريكا مين؟ *

المطرب: أميركا مين؟
الكورس: شياطنهم
المطرب: وعرب الباقيين؟
الكورس: ثعابينهم

المطرب:
ودولا التانيين؟
بجهلهم
ياه يا شباب يا شباب

المطرب: ودة مجلس أمن؟
الكورس: حاكمهم
المطرب: من عشرين قرن؟
الكورس: ونيفهم

المطرب:
وأصحاب الشأن؟
ناطرينهم
آه يا خرابي يا شباب

* مقاطع من نص أغنية كتبها زياد باللهجة المصرية وسيؤديها حازم شاهين والكورس في بيت الدين الليلة وغداً.