حالما وقع تفجير الهرمل أمس، تلقّفت القنوات اللبنانية الخبر عبر بث الأخبار العاجلة والإستعانة بمراسليها هناك لنقل المشهدية الدموية مع صعوبة النقل الحيّ المباشر نظراً إلى بعد المنطقة جغرافياً عن العاصمة بيروت، فاستعيض لمدى ساعات بصور ملتقطة وثابتة من مكان التفجير يظهر فداحة الجريمة.
وكما جرت العادة، تطايرت التأويلات في وسائل الإعلام بين نوع السيارة المفخخة ومواصفاتها وبين احتمال أن يكون العمل إنتحارياً، وبدأت ايضاً الإتصالات مع شخصيات سياسية تنتمي الى الهرمل، بالإضافة الى التواصل مع القائمين على المستشفيات هناك، وبثّ أرقام الضحايا عبر الإستعانة بالصليب الأحمر اللبناني. في خضم ذلك، غرّدت «المستقبل» خارج السرب بعدما آثرت النأي بالنفس عن الحدث، وراحت تركّز على المحكمة الدولية ومسارها مبشرة بـ«زمن العدالة»، متناسيةً بشكل تام ما يحدث في البلد، وبأنّ هناك أبرياء سقطوا في الهرمل، بينما كانت أدواتها الأخرى من وسائل تواصل إجتماعي وخدمات عاجلة تواكب التفجير وتنقل الصور من هناك.
وعند الساعة العاشرة والنصف أي موعد انطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، غطت القنوات المحلية الحدث، فيما فضّل البعض توزيع شاشاته على الحدثين للمتابعة كما فعلت «الجديد» بينما نأت «المنار» و nbn عن المواكبة، وركّزتا على تفجير الهرمل وتحليل أبعاده.
هذا الانقسام المحلي لم ينعكس بطبيعة الحال على المشهد الفضائي الذي بدا فاقعاً في المصطلحات التي استخدمها. لكنّه نقل أعمال المحكمة بكل جدية واهتمام. «العربية» عنونت الحدث: «انفجار قوي يهزّ الهرمل أحد معاقل «حزب الله» شرقي لبنان». هو «الإعتداء الخامس كما أسمته «ضد مناطق نفوذ «حزب الله» منذ أن أرسل عناصر للقتال في سوريا». وربطت القناة السعودية التفجير «بمحاكمة أربعة عناصر من «حزب الله» متهمين باغتيال الحريري». وعلى الدرب نفسه، سارت «الجزيرة» التي برّرت أنّ ضرب «الهرمل معقل «حزب الله» عائد إلى تدخّل الحزب في المعركة السورية. أما «الميادين» التي واكبت الحدثين (المحكمة وتفجير الهرمل) ووزانت بينهما عبر تقسيم شاشتها بين لاهاي ولبنان، فقد أكدت على لسان مراسلها هناك بأنّ المنطقة تضم عيادات ومصارف ولا وجود لمراكز تابعة لـ «حزب الله» هناك.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab





لبنانيّة يا جماعة

مع كثرة التفجيرات في الآونة الأخيرة، جرت العادة أن نشهد حملات تضامن افتراضية من مختلف الدول والمناطق اللبنانية مع المكان المستهدف. كلنا يذكر حملة «#هنا _ الضاحية» التي بدأت مع أوّل تفجير ضرب منطقة بئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية، ثم عادت لتتفاعل مع تفجيري الرويس وحارة حريك. الحملة أخذت شكلاً مختلفاً مع جولات القتال المستمرة بين باب التبانة وجبل محسن في طرابلس (شمال لبنان)، لتصبح «#هنا _ طرابلس». موجات التضامن لم تفارق مواقع التواصل الاجتماعي مع اختلاف الهزات الأمنية، لكن أمس كان لافتاً غيابها تماماً بعد تفجير الهرمل. غياب دفع الكثير من مستخدمي الـ social media إلى السؤال: «أليست الهرمل لبنانية؟».