قبل أيام، كتبت النجمة السورية أمل عرفة تعزية بزميلتها الممثلة الراحلة ميّ سكاف، فانهالت عليها الشتائم على خلفية اعتبارات سياسية بحت. حينها، اشتكت نجمة «دنيا» من الحال الذي وصلت إليه السوشال ميديا. ثم راحت نحو تسوّل العواطف، وادّعت أنها ستغلق حساباتها الافتراضية دون أن تفعل أي شي من ذلك. لم تمر سوى أيّام على القصة وبينما تنهمك عرفة بتصوير برنامجها الجديد «في أمل» (قناة «لنا» السورية) نشرت مقاطع فيديو ترويجية للنجوم الذين تستضيفهم ومن بينهم أيمن زيدان ومنى واصف. هنا، كتبت الإعلامية السورية لانا الجندي تعليقاً نقدياً ناعماً تطالب فيه برفع سوية تلك الفيديوهات وتصدير النجوم بصورة لائقة، فإذا بجيش عرفة الافتراضي يتوجّه إلى صفحة مذيعة «سكاي نيوز عربية» وتندلع حملة شعواء بعدما كانت عرفة طلبت من الجندي التريث قبل إطلاق الآراء، ثم اتهمتها بعدم قدرتها على السعادة لأي منجز! تهاوت بعد ذلك المسألة نحو سلسلة من التعليقات المهينة والشتائم الفظيعة والهجوم الشخصي المبتذل على الجندي وعائلتها، من خلال حسابات غالبيتها تحمل صور أمل عرفة وتتخذ من اسمها نسبة أو تفصيلاً للتعريف عن حسابات وهمية. فعلياً، هؤلاء عبارة عن مجموعة أشباح لا يعرف حقيقة أي منهم. والأدهى أنّ هذا السلوك صار موضة منتشرة هذه الأيّام تحت مسمى «الفانز» الذي يتحول بضربة سحر إلى «عصابة» افتراضية تقطع الطريق أمام أي جملة نقدية بحق «الآيدول»، ثم تذهب الأمور نحو مستويات متدنية. وقد سبق لفانزات عدد من النجوم اللبنانيين أن هددوا وتوعدوا وشنّوا حملات سوقية بحق إعلاميين بسبب وجهات نظر نقدية! وربما تعتبر المعركة التي دارت رحاها بين «فانزات» النجمين تيم حسن ونادين نسيب نجيم قبل فترة، أكبر مثال مخز على هذا الصعيد، بخاصة أنّ أياً من الممثلين لم يتدخل حينها بكلمة واحدة عساها توقف التردي الكلامي الحاصل عل الملأ! كذلك كانت الحال في الأيام الأخيرة عند أمل عرفة التي لم تلق بالاً للحملة الموجهة ضد مواطنتها لانا الجندي، بذريعة الاساءة لاسمها وقيمتها! الموضوع ذاته سبق أن تكرر مع السيناريست مازن طه يوم اتهمت عرفة مسلسله «جوليا» (إخراج إيلي ف حبيب) بأنه يقلّد من خلال بوستره الإعلاني، مسلسلها «سايكو» (لم يسوّق- كتابة عرفة مع زهير قنوع وإخراج كنان صيدناوي). الاتهام ساق الشلّة الافتراضية ذاتها للهجوم على طه ومسلسله ونجمته وماغي بوغصن وشركة «إيغل فيلمز» المنتجة. الغريب أنه مجرّد تعرّض أيّ من نجوم الدراما والغناء العربي لمظلومية، فإن أوّل من يلجأ له هي الصحافة، كي تنصفه وتسانده، لكن حالما خرج جملة نقدية واحدة على لسان أحد الصحافيين بحق أي عمل فني، فإنه من الممكن للفنان أن يجيّش ضده معارك كلامية شعواء من شخصيات مجهولة تحت مسمى «الفانز» مهما تهاوى المستوى ولو وصل إلى درك السوشال ميديا وانفلاتها من أي رقيب!