تخصّص سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ــ بيروت) شاشاتها لأحدث الأفلام البرازيليّة ضمن الدورة الثالثة من «مهرجان السينما البرازيلية» الذي تقيمه بالتعاون بين السفارة البرازيلية في لبنان، و«المركز الثقافي البرازيلي». بين الرابع والتاسع من أيلول (سبتمبر) المقبل، سنشاهد ستة أعمال سينمائية من البرازيل التي شهدت نهضة لافتة في الإنتاج السينمائي خلال التسعينيات مع حركة «الريتومادا». أعادت «الريتومادا» إحياء بعض الخصائص الجمالية من حركة سينما «نوفو»، حيث انصرف مخرجوها إلى الواقع بقسوته بلا مواربة، منخرطين في قضايا اجتماعية واقتصاديّة صرفة لا تزال تطبع سينما بلادهم حتى اليوم. معهم، عادت الإنتاجات إلى المهرجانات العالمية مع أفلام مثل O Quatrilho لفابيو باريتو عام 1995 بعد غياب طويل عن الترشيحات. فيلم «مدينة الله» (2002) لفرناندو ميريليس، ليس وحده رغم شهرته الكبيرة. رأينا حيوات المهمشين والمنبوذين من المجتمعات في أفلام مثل «وسط البرازيل» (1998) لوالتر سالس. الحياة بحركيّتها وألوانها وحسيتها وصلت إلى ذروتها في «مانغا صفراء» (2002) لكلاوديو أسيس. انشغالات لا تزال تلهم المخرجين الجدد، الذين يتصدّون أيضاً لإشكاليات الهويات الجنسية وحيوات المهمّشين والعلاقات العاطفية، والمرأة وإرث البلاد.
يكشف «نهاية أخرى» لفيليب شول العلاقات العاطفية والجنسية للطبقات الميسورة

ثيمات نجدها في بعض الأفلام المشاركة في المهرجان التي تضيء على تجارب مخرجين مخضرمين وآخرين صاعدين. الافتتاح مع ماورو ليما وشريطه «جواو، المايسترو» الذي يعدّ سيرة غنية لعازف البيانو وقائد الأوركسترا البرازيلي جواو كارلوس مارتينز (1940). الموسيقى تحلّ على المهرجان أيضاً من خلال «باخ في البرازيل» للألماني أنسغر أهلرز، الذي يعرّفنا على الوجه الباروكي للبرازيل، حيث نستمع إلى صدى موسيقى باخ في الآلات الإيقاعية المحلّية هناك. العلاقات العائلية من وجهة نظر نسوية، تخوضها صاحبة Brainstorm لاييس بودانسكي مع روزا بطلة فيلمها «تماماً مثل آبائنا». العائلة تحضر مجدداً في «فيلم حياتي» لسيلتون ميلو الذي يتتبع علاقة الابن طوني بأبيه الغائب. أما أحد أبرز مواعيد المهرجان فهو «نهاية أخرى» لفيليب شول الذي ينزل إلى الأعماق النفسية للمراهق ديوغو في علاقته مع إحدى المريضات النفسيات اللواتي يرتدن عيادة أمه. علاقة جامحة تطيح بكثير من التابوهات المتعلّقة بالسرية الطبية، وبالرغبات الجامحة كما هي. أما «عربي» لأفونسو أوتشوا وجواو دومانز، فيدور في أحد الأحياء الصناعية الفقيرة في البرازيل وحول حياة سكانه والعاملين فيه
* «مهرجان السينما البرازيلية»: 20:00 مساء الثلاثاء 4 أيلول (سبتمبر) حتى التاسع منه ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الاشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080



البرنامج

«جواو، المايسترو» ــ ماورو ليما
4/9 ــ س: 20:00



بعد فيلمه «تيم مايا» (2014) الذي استعاد فيه تجربة مغني السول الراحل تيم مايا، أنجز ماورو ليما «جواو، المايسترو» (117 د ــ 2017) حول حياة عازف البيانو وقائد الأوركسترا البرازيلي جواو كارلوس مارتينز (1940). في الشريط الذي يفتتح المهرجان، يقدّم المخرج البرازيلي سيرة سينمائية وموسيقيّة لأحد أشهر العازفين البرازيليين وتجربته الملهمة. يرجع ليما إلى السنوات الأولى من حياة مارتينز. اكتشاف عبقريته وهو في الثامنة من عمره، والتي كانت تبقي الموسيقى في رأسه لساعات بعد ابتعاده عن البيانو. موهبته التي قادته إلى باخ وتسجيل أبرز مقطوعاته، ثم تجربته مع قيادة الأوركسترا. ثمّة الكثير مما تخبئه هذه السيرة الموسيقية التي يظهّرها الشريط، مثل العلاقات العاطفيّة، والعطب الذي أصاب يده اليمنى وأجبره على العزف بيد واحدة.

«تماماً مثل آبائنا» ــ لاييس بودانسكي
5/9 ــ س:
20:00


تتخذ لاييس بودانسكي من أغنية «تماماً مثل آبائنا» للمغنية البرازيلية إليس ريجينا عنواناً لفيلمها الأحدث (106 د - 2017) الذي افتتح الدورة السابعة والستين من «مهرجان برلين السينمائي». المخرجة التي تنتمي إلى جيل طليعي من سينمائيات بلدها مثل آنا مويليرت، تتصدى في شريطها الرابع لمعايير كثيرة تلاحق النساء العاملات بين أسرهن ورغباتهن وهواجسهن الخاصّة. ضغوط تجبرهن على التضحيّة بما يردنه حقاً من أجل الكمال. قد تكون البطلة روزا إحداهن. ترغب المرأة في كتابة المسرحيات بينما تأسر حياتها داخل وظيفة في شركة لسيراميك الحمّامات للحفاظ على مستوى الدخل في عائلتها. تأخذ بودانسكي في الاعتبار المواقع المتعدّدة لبطلتها التي تسيّر حياتها بطريقة أو بأخرى: الزوجة والأم، والموظّفة، والابنة التي ستتلقى صدمة حين تفاتحها والدتها كلاريس بالماضي ذات غداء نهار الأحد.

«نهاية أخرى» ــ فيليب شول
6/9 ــ س: 20:00



يقدّم المهرجان فرصة لمشاهدة فيلم لإحدى أبرز التجارب السينمائية الصاعدة. إنه فيليب شول الذي لفت الأنظار في فيلمه القصير «أوكي» (2007) وحاز عنه جائزة الدب الفضي لأفضل فيلم قصير في «مهرجان برلين السينمائي». هذه المرّة سنتعرّف إلى المخرج في فيلمه الروائي الطويل «نهاية أخرى» (94 د ــ 2016). نحن أمام علاقة عاطفية جامحة تطيح بمحظورات كثيرة من بينها فارق السن، وسرّية المرضى النفسيين. يقترح الفيلم نهاية أخرى للأحاديث التي تبدأ على الأريكة المريحة في عيادة الطبيبة النفسية كلاريس. ما يقال في الداخل، سينتهي في رأس ابنها المراهق ديوغو أو على سريره. هكذا سيقيم علاقة مع امرأة تعاني من بعض الاضطرابات منها أذية النفس. يكشف الفيلم العلاقات العاطفية والجنسية للطبقات الميسورة في البرازيل في ما يشبه المتاهة السينمائية النفسيّة.

«عربي» ــ أفونسو أوتشوا وجواو دومانز
7/9 ــ س: 20:00



«عربي» (98 د ــ 2017) هو عنوان الشريط المشترك لأفونسو أوتشوا وجواو دومانز. لكل من المخرجين البرازيليين تجربته المختلفة في السينما، تجمعهما في هذا الفيلم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البرازيل خلال السنوات العشر الأخيرة. يخوض أوتشوا ودومانز هذا الموضوع من خلال الحياة الثانية لكريستيانو. حياة تختبئ خلف يوميات عامل عادي في مصنع للألمينيوم كان قد سجّل تفاصيلها على دفتر خاص يكتب فيه كلّ يوم. يرتكز الفيلم إلى الحكاية، بحبكتها وتفاصيلها المشبعة من ضواحي البرازيل الصناعية والفقيرة وظروف العيش الصعبة فيها. الصدف المشوّقة محرّك أساسي أيضاً في الشريط، إذ تضع الخالة والممرضة مارسيا في منزل ابني اختها أندريه وأخوه الأصغر في الحي نفسه الذي يتعرّض فيه كريستيانو إلى إصابة خلال العمل.

«باخ في البرازيل» ــ أنسغر أهلرز
8/9 ــ س: 20:00



يستلهم المخرج الألماني أنسغر أهلرز فيلمه «باخ في البرازيل» (91 د ــ 2015) من الحياة الحقيقية لأستاذ موسيقى متقاعد يدعى مارتن. يقطع الرجل مسافة من ألمانيا إلى البرازيل كي يتسلّم ورقة موسيقية أصلية لباخ ورثها بعد وفاة أحد أصدقائه في مدينة أورو بروتو الباروكيّة. هناك، ستضعه بعض الأحداث والتعقيدات المرحة في أحد سجون الأحداث في البرازيل، منخرطاً مع المقيمين هناك في علاقة موسيقية. هكذا ستجد موسيقى باخ صداها في الآلات الإيقاعيّة البرازيلية هناك. يشرّع الفيلم حياة الرجل الهادئة في إحدى البلدات الألمانية على صخب البرازيل، ملتقطاً ومقارباً بين الثقافتين المتناقضتين. إلى جانب الغوص في موسيقى باخ، وتقديم اقتراحات أخرى لها، يقدّم المخرج بورتريهاً لمارتن الستيني الذي يعثر على الحياة مجدّداً مع الأطفال.

«فيلم حياتي» ــ سيلتون ميلو
9/9 ــ س: 20:00



يستند «فيلم حياتي» لسيلتون ميلو إلى رواية «أب بعيد» (113 د ــ 2017) لصاحب فيلم «ساعي البريد» الروائي والكاتب المسرحي التشيلي أنطونيو سكارميتا. في اقتباسه للرواية، يأخذنا ميلو في شريطه الروائي الثالث إلى برازيل الستينيات التي تشهد قصّة عائلية درامية، بطلتها عائلة مؤلّفة من أم برازيلية وأب أميركي وابنهما طوني الذي يعشق السينما والشعر. يركّز الشريط على الأب والابن عبر الفلاش باك والمشاهد الجمالية كمحاولة للتعويض عن هذه العلاقة المنقطعة. حين يعود طوني إلى ضيعته الريفية في الجنوب البرازيلي يصطدم بغياب والده الذي يغادر إلى فرنسا حيث ولد. الشريط الذي يؤدي بطولته النجم الفرنسي فينسنت كاسل، يتناول هذه الخسارة العائلية، حيث يقضي طوني وقتاً طويلاً في ملاحقة أثر والده، بينما يحاول أن يتخطاها بتدريس طلابه في المدرسة.