أُغلق مكتب «دار الحياة» (تضمّ جريدة «الحياة» ومجلة «لها») في وسط بيروت مع نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي بحجّة الازمة الاقتصادية، وصُرف قرابة 70 موظفاً موزّعين بين تقنيين وإعلاميين. لكن التعاون استمرّ مع نحو 30 منهم يعملون من منازلهم في ما يشبه الإستكتاب، على أن تحوّل المعاشات نهاية كل شهر. ذلك كان الاتفاق، إلا أنّ هذه الحيلة إتبعها القائمون على الجريدة كي يتمكّنوا من مواصلة إصدار العددين الخليجيين السعودي والاماراتي. مع العلم أن عدد موظفي مكتب «دار الحياة» في دبي قليل وغير قادر على إصدار العددين، لذلك تمّ الإعتماد على طاقم بيروت. لكن يبدو أن الوعود التي أطلقتها إدارة «الحياة» كانت تشبه الوعود السابقة، وكان مصيرها التسويف. فقبل عام تقريباً، بدأت معركة الموظفين مع إدارة «الحياة» التي أدارت ظهرها للموظفين، لتصل قبل شهرين إلى رفع المصروفين دعاوى أمام «مجلس العمل التحكيمي» لتحصيل حقوقهم، وهذا ما حصل. أما الصحافيون اللبنانيون الذين وافقوا على مواصلة تعاونهم مع «الحياة»، فقد وجدوا أنفسهم في المستنقع نفسه الذي سبق أن وقعوا فيه العام الماضي. إذ لم يتقاضوا معاشاتهم منذ شهرين. في هذا الإطار، يشير مصدر لـ«الأخبار» إلى أن العاملين الذين يبلغ عددهم نحو 30، بعثوا رسالة الكترونية للقائمين على «دار الحياة» في الرياض ودبي، مطالبين فيها بدفع مستحقاتهم.
ترجيح كفة إلغاء الورقي كلياً والاكتفاء بالالكتروني

لكن الرسالة لم تلق صدى لدى الادارة. ويتابع المصدر أنّ الصحافيين (من بينهم حازم صاغية، وحازم الأمين وعبده وازن...) بعثوا مجدداً بريداً الكترونياً يتضمّن تلويحاً بوقف العمل في بداية شهر أيلول (سبتمبر) الحالي وعدم إصدار الصحيفة، في حال لم يحصلوا على أتعابهم. ويبدو أن لغة التهديد تركت أثراً لدى إدارة الدار، إذ أجاب القائمون مباشرة أنهم يحتاجون إلى شهر تقريباً لدفع المستحقّات، مطالبين بمواصلة العمل. وعليه، قرّر الموظفون العدول عن الإضراب، مع العلم أن الضغط سيستمرّ على الإدارة للحصول على أتعابهم خوفاً من التهرّب منها، بخاصة أن فريق بيروت هو الوحيد القادر على الاستمرار في إصدار «الحياة» (ومجلة «لها»). في المقابل، تتحدث بعض الأوساط عن أن القائمين على «الحياة» يدرسون جدّياً مسألة إغلاق العدد الورقي كلياً في الشهرين المقبلين. الخطوة لم يتمّ إقرارها بعد، لكن الكفّة تميل لطي صفحة العدد الورقي والإبقاء على الموقع الالكتروني وتعزيزه، إضافة إلى فتح وكالة توزّع الأخبار في ما يشبه عمل وكالة أنباء إخبارية.