لن يكون 14 أيلول (سبتمبر) يوماً عادياً بالنسبة إلى العاملين في «الحرّة». إذ سيشهد هذا التاريخ خاتمة برامج عدّة تعرضها المحطة التي انطلقت عام 2004، مقابل إطلاق سلسلة مشاريع تلفزيونية جديدة، سيطغى عليها طابع «الإثارة والجدل». لم يعد يُخفى على أحد أن «الحرّة» اتخذت قراراً بتصفية عدد كبير من موظّفيها في مختلف الدول العربية، تحديداً في مكاتب بيروت وفلسطين والقاهرة ودبي وحتى واشنطن، وإيقاف برنامجي «هنّ» الذي تقدّمه ماتيلدا فرج الله (انضمّت إلى القناة قبل سبع سنوات)، و«اليوم» الذي يعتبر من أهمّ الأعمال التي تعرضها لأنه أشبه بـ«ماغازين» يومي حول مختلف التطورات في الدول العربية. مع العلم أن البرنامجين يبثّان حالياً بحلقات جديدة، لكنهما سيتوقّفان في منتصف أيلول وتحلّ مكانهما مشاريع أخرى.وكانت الشاشة التي تعتبر الذراع الإعلامية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، قد أبلغت موظفيها قبل أشهر بقرار الاستغناء عنهم من بينهم 20 عاملاً (إعلامي ومقدّم ــ الأخبار 4/6/2018) في مكتب بيروت، وبأنّ منتصف شهر أيلول سيكون آخر فرصة لهم. مع بداية العام الحالي، ازدادت التحولات في كواليس القناة بسبب قرار الكونغرس الأميركي بتقليص ميزانية شبكة «الشرق الأوسط للإرسال» (MBN التي تضمّ إذاعة «سوا» و«الحرة»...). كذلك لعبت التغييرات في المواقع الإدارية دوراً مهمّاً في اتخاذ القرارات «العشوائية» أو ما يُسمى بـ«إعادة الهيكلة»، فكل إدارة يتم تعيينها، كانت تذيّل حضورها بسلسلة قرارات وقرارات مضادة. عند تسلّم الأرجنتيني ألبيرتو فرنانديز قيادة دفة «الحرة»، اتخذ جملة قرارات معتبراً أن ««الحرة» تفتقر للهوية». لاحقاً انضم الإعلامي الأردني نارت بوران إلى القناة في موقع نائب المدير العام ومدير المحتوى، بعدما كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي في شبكة «سكاي نيوز عربية». يومها، أعلن بوران خطة لـ«ترشيد الإنفاق».
تستعد جمانة حداد والداعية إسلام البحيري لتقديم برنامجين جديدين

في هذا الإطار، يشير مصدر لـ«الأخبار» إلى أن منتصف أيلول سيكون مصيرياً في القناة. لكن اللافت أن المصروفين لم يتقاضوا تعويضاتهم، مع العلم أن الإدارة عرضت عليهم تعويضات «غير منصفة»، خاصة أولئك الذين انضمّوا إلى الشاشة منذ انطلاقتها قبل 14 عاماً. ويضيف المصدر أن الموظّفين لم يتّجهوا بعد لرفع دعوى قضائية ضدّ القناة، فاسحين المجال أمام الاتفاق السلمي. ويكشف أن الإدارة طلبت من المصروفين توقيع براءة ذمّة قبل التفاوض على مستحقّاتهم. خطوة مجحفة بحقّهم، بخاصة أن التعويضات لم تراع قانون العمل اللبناني. ويتابع المصدر أن القائمين على «الحرّة» يغلقون برامج ويستعدّون لإطلاق أخرى تقدمها أسماء معروفة بينها جمانة حداد التي تستعدّ لتقديم برنامج «في الممنوع». سيتطرّق الأخير إلى التابوهات والمحظورات على الطريقة التي درجت عليها الشاعرة والصحافية اللبنانية. في المقابل، سيكون الداعية الإسلامي المصري إسلام البحيري بمثابة مفاجأة «الحرّة» التي تصوّر له برنامجاً في بيروت ستطلقه خلال أيام. العمل سيكون ذا طابع ديني ودنيوي. علماً أنّ البحيري يعد أحد دعاة «تجديد» الخطاب الديني في العالم الإسلامي، سبق أن توقف برنامجه «مع إسلام» على قناة «القاهرة والناس» وتعرّض للسجن بتهمة «ازدراء الأديان». هكذا، تراهن الشاشة على الأسماء والوجوه والمواضيع الإشكالية لحجز مكانة لها في العالم العربي، رغم فشلها المتكرر في ذلك منذ قيامها. ويقرأ المصدر الخطوة بأنّ البرامج الجديدة بمثابة «تضييع للوقت» ولن تقدّم أو تؤخّر في مسألة جذب الجمهور.