دمشق | خلال الندوة الحوارية «أماسي» التي حل عليها النجم السوري غسان مسعود في دمشق قبل يومين، سأله الجمهور عن جديده في الموسم المقبل. أجاب بأنه أمام دورين استثنائيين، وفي حال قدّمهما ووفّق فيهما، سيكون قد أنجز شوطاً مهماً على مستوى الدراما التلفزيونية في هذه المرحلة الحرجة. أما الدوران، فهما المطران هيلاريون كابوتشي والحلّاج! طبعاً سبق أن انفردت «الأخبار» بنشر تفاصيل العمل الأوّل الذي سيٌقدّم سيرة لهيلاريون كابوتشي (1922-2017) رجل الدين المسيحي السوري المولود في حلب، الذي أصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس علم 1965، قبل أن يجيّر مكانته الدينية لمصلحة خدمة القضية الفلسطينية. كتب سيناريو العمل التلفزيوني حسن م يوسف، وسيتولى إخراجه باسل الخطيب وتنتجه «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي» في سوريا. في السياق ذاته، علمت «الأخبار» من مصادر موثوقة بأن قناة «أبو ظبي» تسعى لتكرار تجربة المسلسل التاريخي «المهلب» (كتابة وإخراج محمد لطفي ـــ منتج فني إياد الخزوز) الذي أنتجته العام الماضي وصوّرته كاملاً في سوريا مع فريق فني وتقني سوري ومن بطولة ممثلين سوريين بينهم: معتصم النهار وفادي صبيح ومحمد قنوع وروبين عيسى… وقد اختارت «أبو ظبي» أن تسند لمنتجها ومخرجها الأردني إياد الخزوز مرة جديدة مهمة إدارة العمل الجديد، فوقعت عينه على السيناريست الدمشقي خلدون قتلان لكتابة النص، ومن الممكن أن يتولى الخزوز إخراجه بنفسه. وبالفعل سافر قتلان إلى الإمارات لينجز جميع الاتفاقات ويوقع العقد ويعود مباشرة ليبدأ بحثه الواسع عن شخصية مترفة بالغنى، ويباشر كتابة حلقاته عن الحسين بن منصور بن محمد الملقب بـ «الحلاج» (858 - 922)، أشهر وأهم أعلام الصوفيّة في منطقتنا العربية والعالم... هو الذي طوّر النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهاداً ضد الظلم والطغيان. ونظراً إلى ما راكمته تلك الدعوة من إشكاليات واشتباك مع جوهر السلطة السياسية الحاكمة في حينه، فقد اتهم بمزاولة السحر والشعوذة وادّعاء النبوة ومن ثم ادّعاء الربوبية. وقد اتفق عدد من شيوخ وفقهاء تلك المرحلة على تكفيره، واعتبر ابن تيمية بأن كل من اتبعه كافراً في فتوى قال فيها: «منِ اعتقد ما يعتقده الحلّاج من المقالات التي قتل الحلّاج عليها، فهو كافر مرتد باتفاق المسلمين» (مجموع الفتاوى لابن تيمية). وقد مات الحلّاج مصلوباً عند باب خراسان المطل على نهر دجلة على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذاً لأمر الخليفة العبّاسي المقتدر بالله. وظلّ حضوره الشعري الهام قيد التداول حتى اليوم، وقد لحن كلماته وغناها عدد من الفنانين المهمين بينهم بشّار زرقان وظافر يوسف والنجم كاظم الساهر.وفي ما يخص العمل الثلاثيني الذي يفترض أن يعرض في رمضان المقبل على قنوات «أبو ظبي» ومحطات أخرى، صار مؤكداً أن المحطة المنتجة لهذا المسلسل قد تواصلت مع نجم «مملكة السماء» (ريدلي سكوت) وعرضت عليه العمل. وقد وافق مسعود من دون تردد لما تحمله الشخصية من أهمية وغنى تاريخي، وثراء درامي ما يجعلها بحاجة إلى جهد تمثيلي، يسبقها تمهيد بحثي واسع لإنجاز سوية أدائية متماسكة لها. وفي هذا الإطار يمكن الثقة بأن الملعب ملك لغسّان مسعود الذي يستطيع أن يقدم فيه جهوداً خاصة. موافقة «أبو ظبي» على تصوير أعمالها في دمشق، ومن ثم تسيير الأخيرة الأمور ومنح الموافقات اللازمة من دون عراقيل رقابية أو لوجستية، يعكس ربما عودة العلاقات بين البلدين، بخاصة أن أعمال إعادة صيانة السفارة الإماراتية في الشام بدأت منذ مدة. أمر يعطي مراقبه ملمحاً إيجابياً عن انفراجة مرحلية في ما يخص الدراما السورية وتوزيعها وعلاقاتها بالقنوات الإماراتية على وجه التحديد.