منذ بداية مشواره في «شباب توك» على قناة «دويتشه فيله عربية» (الثلاثاء ــ 21:00 بتوقيت بيروت) في 2011، نجح اللبناني جعفر عبد الكريم (1981) في لفت الأنظار من خلال المهنية التي تغلب على عمله، والمواضيع الحسّاسة والملحّة التي يضعها تحت المجهر في ألمانيا وعلى امتداد العالم العربي. لكن ما حصل أخيراً مع الصحافي الشاب في السودان لم يكن في الحسبان. يوم الثلاثاء الماضي، سلّط «شباب توك» الضوء على وضع النساء في السودان. غير أنّ الحلقة التي صوّرت هناك وتضمّنت مجموعة من المواقف والجدالات الحامية، استدرجت رسائل كراهية ونداءات مقاطعة وتهديدات بالعنف، أعقبت بثّ الحلقة، واستهدفت عبد الكريم وقناة «السودانية 24» التي بثت البرنامج أيضاً.بدأت القصة مع إجراء السودانية وئام شوقي (28 عاماً) مداخلة انتقدت فيها القمع والإهانة والتحرّش التي تتعرّض لها النساء في السودان. توجّهت شوقي بالحديث إلى البروفيسور محمد عثمان صالح، رئيس هيئة علماء السودان الذي كان يشارك في البرنامج الحواري أيضاً، قائلة: «اللباس الذي أرتديه هو جزء من إنسانيّتي ويخضع لحريّتي في الاختيار، لا للمجتمع بكل عاداته وتقاليده المريضة». تصريحات نارية أثارت جدلاً كبيرة في البلاد، وعلى الإنترنت حيث خاض مؤيّدون ومعارضون نقاشات حامية حول المساواة، قبل أن تظهر هاشتاغات ونداءات تطالب بمقاطعة «السودانية 24» و«طرد» جعفر من السودان.
ووفق موقع «دويتشه فيله عربية»، وصل الموضوع إلى أئمة المساجد الذين راحوا يصوّبون على مضمون الحلقة في خطب الجمعة، ثم اتسعت رقعة البلبلة لتشمل عناوين الصحف المحلية. جريدة «المجهر» مثلاً، افتتحت أحد مقالاتها بتصريح لمحمد عثمان صالح يؤكد فيه أنّ «التعاون مع الفضائيات المعادية أخطر من حمل السلاح».
في غضون ذلك، توعّد متطرّفون مقدّم البرنامج ومالك القناة الشريكة بـ «استخدام الدبابات والأسلحة الرشاشة»، فيما وضعت «السودانية 24» مؤقتاً حراسة أمنية وخضع مديرها العام، الطاهر حسن التوم، لاستجواب حول التعاون القائم مع «دويتشه فيله».
أما عبد الكريم، فنقلت عنه القناة التي انضم إليها في عام 2011 تأكيده أنّ ردود الفعل الإيجابية «أهم من الهجمات الكلامية»، موضحاً أنّ «ممثلي الدين يلجأون إلى لغة الكراهية. لكن من المشجّع رؤية أنّ جيل الشباب بالتحديد هم الذين يدعون لحقوق المرأة ويدعموننا».