القاهرة | هل قرر تركي آل الشيخ مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الانسحاب من سوق الرياضة المصرية فقط بسبب شتائم الجمهور، أم بعد تهديد آمال ماهر بكشف حقيقة علاقتهما والاعتداءات المتكررة عليها؟ سؤال طرح بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس إثر إعلان آل الشيخ انسحابه من سوق الكرة المصرية وتجميد مشروع نادي وقناة «بيراميدز» التي أثارت جدلاً لا يوصف في الشارع المصري خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. الجدل حول نادي وقناة «بيراميدز» وحجم تدخلات آل الشيخ في الرياضة المصرية وعداؤه الصريح للنادي الأهلي صاحب الشعبية الجارفة، لا يمكن وضعه في المستوى نفسه من الجدل حول طبيعة علاقته بالمطربة المصرية وما بدر منه ضدها خلال الأسابيع الأخيرة. حتى إنّ المصريين الذين كانوا يرون إيجابيات في تجربة آل الشيخ الاستثمارية داخل مصر، انقلبوا عليه بعدما بدأت صرخات آمال ماهر في الوصول عبر مواقع التواصل. استغاثات متكررة أطلقتها للمرة الأولى صاحبة «اتقي ربنا فيا» التي تصنف ضمن الثلاث الكبار في سوق المطربات المصريات بعد أنغام وشيرين عبد الوهاب.الاستغاثات العلنية لا تعني أن القضية كانت في الظل. لكن آمال اعتصمت بالصمت لسنوات، وتحديداً منذ 2015 عندما بدأ الهمس حول طبيعة علاقتها بتركي آل الشيخ، والحديث عن زواج سري بينهما. أمر فسَّر لاحقاً سبب دخولها في تجارب عديدة للغناء باللهجة الخليجية. على مدار عامين، لم يتناول الإعلام المصري ولا حتى مواقع التواصل الخبر باستفاضة، وخصوصاً أنّ ماهر بعيدة عن الأضواء عكس أنغام وشيرين. كما أن تركي آل الشيخ كان مجهولاً للمصريين، مجرد شاعر مقرب من ابن سلمان. لكن بعدما تولى رئاسة الهيئة العامة للرياضة السعودية، ثم موّل حملة محمود الخطيب لانتخابه رئيساً للأهلي في 2017، بات أشهر من نار على علم في الشارع المصري. غير أنه حتى «الأهلاوية المنحازون للخطيب» لم يمرروا بسهولة قرار تعيينه رئيساً شرفياً للنادي الأهلي. تزامن ذلك مع زيادة الأقاويل عن توتر علاقته بماهر. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، كانت الإشارة الأولى لحساسية الموضوع، عند إيقاف برنامج «et بالعربي» (mbc) لأنه نشر خبراً حول ارتباط المطربة بالمستشار السعودي. وصل القصف إلى الإعلام المصري في آذار (مارس) من العام الحالي عندما حررت ماهر محضراً في قسم شرطة المعادي اتهمت فيه آل الشيخ بالاعتداء عليها في منزلها. مررت ماهر الخبر لبعض المواقع الفنية، غير أن جهات نافذة تدخلت لمصلحة آل الشيخ ونجحت في إقناع معظم المواقع بحذف الخبر. أما المحضر نفسه، فأصبح كأنه لم يكن رغم أنه وثيقة رسمية. هدأت الأمور وانشغل آل الشيخ بصراعه مع جمهور النادي الأهلي واتخاذ محمود الخطيب قراراً بسحب الرئاسة الشرفية منه ليبدأ هو معركة جديدة بالتزامن مع مونديال روسيا. إذ اشترى نادياً اسمه «الأسيوطي» وحوله إلى «بيراميدز» وأنفق عليه عشرات الملايين من الجنيهات لينافس النادي الأهلي.
في الوقت نفسه، اختفت آمال ماهر، إلى درجة أنّ بعضهم ردد أنها قيد الإقامة الجبرية ليس بشكل رسمي، لكن كونها ممنوعة من الغناء في أي حفلة أو الظهور في برامج تلفزيونية. بعد فترة من الصمت، بدأت آمال سلسلة من الرسائل «المشفرة» بينها وبين تركي عبر فايسبوك. إذا كتب هو منشوراً عن هدية ما، تردّ هي بأن الهدية مردودة. يقول إن مفاجأة ما ستحدث، تؤكد هي أن الباب بات مقفولاً أمام العودة. وخلال اليومين الماضيين، اتخذ الخلاف منحى أكثر سخونة وغرابة. إذ أطلقت ماهر تغريدات أكدت فيها أن الشقة التي كانت تستعملها كاستديو خُتمت بالشمع الأحمر! هنا، تأكد من جديد أن آل الشيخ يفعل ما يريد في مصر تحت حماية رسمية تقديراً لعلاقته القريبة من ابن سلمان. ثم توالت صرخات ماهر التي أكدت أن صيدلية شقيقها أقفلت، وحسابها على تويتر تعرض للانتهاك. ثم قالت إنها ستطلق فيديو إذا لم تتوقف الضغوط عليها وعلى أسرتها. وأضافت: «أنا بنت مصرية عمري ما هقبل على نفس الغلط وعمري ما اقل انحني لحد مهما حصل». هذه العبارة أشعلت الغضب في نفوس الملايين وتحول الخلاف بين آل الشيخ والمصريين إلى قضية كرامة ونخوة لا لخلاف حول الكرة والرياضة وبطولة الدوري. وفشلت حرب التشويه المضادة التي أطلقتها لجان إلكترونية تابعة للمستشار السعودي في تقليص التعاطف مع ماهر. انتهت الحرب مع إعلان تركي آل الشيخ نفسه الانسحاب من مصر، ليبقى السؤال: هل انسحب فعلاً بسبب شتائم جمهور الأهلي العنيفة له مساء الجمعة الماضي أم بسبب تهديدات ماهر؟ وهل ستحصل الأخيرة على حريتها بعد خروجه، أم تظلّ قيد الإقامة الجبرية؟