Earthly Abandonment (أكرليك على كافناس ــ 90 × 90 سنتم)
لم يقطع عيسى علاقته بسوريا، مبقياً على التواصل كـ «حبل السرة» بين الجنين وأمه، إذ أقام عام 2009 معرض «شرود» في دمشق، فيما يأمل أن يقيم معرضه القادم في سوريا.
يجد منهل نفسه أمام تجاذب دائم بين قطبين: بين الرحيل والجذور، بين الحاضر والماضي. الرحيل الذي يفتح الآفاق أمام الأحلام والطموحات، والانشداد إلى الجذور التي جاء منها ولا تنفك عنه. وعلى الرغم من أنّ عيسى لم ينل حقه كفنان متعدد المواهب (هو نحات ومصوّر، إلى جانب الرسم)، إلا أنّه يشعر ببعض التعويض من كتابات بعض المثقفين والمفكرين العرب عن فنه، خصوصاً الشاعر أدونيس الذي يقول إنّ «ريشة منهل عيسى أشكالُ بشر ونباتات لا أشباحُ خيول تجمح، وأطياف أشياء تَتَوتَّر، تَتفكَّك، تَترنّح، وتكاد أن تتهاوى... إنّها ريشةُ منهل عيسى، تَتَقلَّب سابحةٌ في ماءِ التكوين. الداخلُ كما يتجلَّى لهذه الريشةِ شريانٌ يتدفَّقُ حِبرهُ راسِماً تقاطيع الخارج والدّاخل والخارجُ هما معاً شهوةٌ واحدة: شهْوةُ عاشقينِ يتلاقيان. وكلٌ منهما يَحتَضِنُ المكانَ احتفاءً بهذا اللّقاء.. واللّون في هذه الرّيشة لباسٌ لأمكنةٍ يبدو كأنَّ للحصاة فيها ثَوْبُ وردةٍ، وللوردةِ منديلَ امرأة».
من جهتها، تقول منظمة «تمزّقات»، هبة صبرة مؤسسة «غاليري هبة» (تأسست في لندن عام 2016) التي تسعى لتسليط الضوء على تجارب الفنانين السوريين خلال فترة الأحداث التي تشهدها سوريا، «تسهم في خلق مساحة حرّة ومستقلة ومتسعة تشمل كافة الأعمال الفنية التشكيلية السورية التي لم تنل نصيباً كافياً من الإعلام عموماً». أما عن اختيار أعمال منهل عيسى، فتشدّد هبة على أنّه يهدف إلى «تسليط الضوء على أعمال هذا الفنان الرائد، الذي يجمع بين الفن التشكيلي والنحت والتصوير الفوتوغرافي ما يضعه في قائمة أبرز الفنانين السوريين في الخارج».
* «تمزقات»: من 13 لغاية 31 تشرين الأوّل ــ من الساعة العاشرة صباحاً إلى السادسة مساءً ــ «صيفي فيلادج» (وسط بيروت). للاستعلام: 01/980650 (مقسّم: 3220)