يوم الأحد الماضي، بدأ فصل جديد من قضية موظفي PAC. إلى بكركي، توّجهت مجموعة تضم موظفين مطرودين من «باك»، لكنّهم ما زالوا يعملون في lbci، وآخرين مطرودين من الشركة، في محاولة منهم لإيصال صوتهم إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. الزيارة مثلت الخطوة الأولى على طريق سلسلة التحرّكات التي يُعدون لها، وفق ما أكدوا في البيان الذي أصدروه الأسبوع الماضي.
يبدو أنّ الوساطة الأولى التي دخل فيها النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح على خط الوليد بن طلال (مالك شركة «باك»)، عن طريق الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، لم تصل إلى نتيجة. الأمير «متمسك برأيه» لجهة عدم دفع التعويضات المستحقة بعد أكثر من سنة ونصف سنة من الانتظار. هذا على الأقل ما جاء على لسان صيّاح إلى زائري بكركي، وفق ما أكدت المراسلة في «المؤسسة اللبنانية للإرسال» غيتا قيامة لـ«الأخبار»، لكن الأخيرة شددت على أنّ النائب البطريركي العام تحدّث عن «وساطة جديدة» مع المملكة يديرها «شخص موجود هناك»، لم يشأ الإفصاح عن اسمه، آملاً أن تؤتي ثمارها قريباً.
علماً أنّ الموظفين اجتمعوا أخيراً برئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر، لإطلاعه على تحرّكاتهم المقبلة. وبعدما تحمّس الأخير للفكرة، طلب من الموظفين ملاحقة قضيتهم عند البطريرك الماروني، وخصوصاً أنّ المناخ السياسي مؤات لخطوة مماثلة، ما قد يزيد من امكان توسط السعودية في هذا الشأن، وفق الضاهر (الأخبار 23/1/2014). «اتصلنا بكلّ من لديه حقوق في ذمة PAC. استجاب الجميع لدعوتنا وشاركونا الزيارة إلى المقر البطريركي»، قالت قيامة، موضحةً أنّه حان الوقت للعمل على الأرض لأنّه «مللنا الانتظار، والوعود التي لم تصل إلى نتيجة».
في هذا السياق، يعقد الموظفون المصروفون من «باك» غداً مؤتمراً صحافياً عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في مركز «نادي الصحافة» في منطقة تقاطع الشفروليه (غاليري سمعان). وتأتي هذه الخطوة في إطار إصرارهم على «رفع الصوت عبر الإعلام، الوسيلة التي أثبتنا من خلالها على مدى سنوات، أننا قادرون على انتزاع الكثير من الحقوق المهدورة»، وفق ما جاء في نص الدعوة. ولفتت قيامة إلى أنّ خطة العمل جاهزة، «لكننا نفضل عدم إعلان تفاصيلها. فكل شي بوقته حلو».
وفي هذا السياق، ترسم علامات استفهام عدّة حول توقيت التحرّك اليوم، فيما يرجّح البعض أنه يكون قد أتى بإيعاز من الضاهر نفسه. لكن ما مصلحته في ذلك؟ مصادر من لجنة متابعي ملف المصروفين رجحت أن يكون الضاهر ينوي شراء «باك» مجدداً. وعندما تثار القصة إعلامياً، سيمثّل الأمر ضغطاً على الوليد بن طلال، ليتمكن الضاهر من شراء الشركة بسعر أقل، ويدفع للمصروفين حقوقهم، بينما يعيد بعض الموظفين إلى «باك» ويؤجل دفع تعويضاتهم بإعادتهم إلى الشركة.
وكان الضاهر قد دفع لبعض الموظفين مستحقاتهم المالية منذ أكثر من عام، إلا أنّ الأغلبية ما زالت تنتظر نصيبها، بعدما تذرع رئيس مجلس إدارة lbci بوجود حارس قضائي حيناً، وبذرائع أخرى أحياناً.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine