لو سئل القائمون على القنوات المحلية حول المسلسل اللبناني الأكثر مشاهدة في برمجة الخريف الحالية، ستردّ كل قناة بأنّ عملها هو الأقوى. اللافت أن هذه «المعركة» بين القنوات، تدور في ظلّ غياب أرقام حقيقية ودقيقة وشفافة حول نسب المشاهدة. مع العلم أن شركتي الإحصاءات الوحيدتين في لبنان هما «آراء ميديا ريسيرتش» بالتعاون مع «جي. أف. كي»، وشركة Ipsos التي تعتمد lbci إحصاءاتها.
إحصاءات GfK (انقر على الصورة لتكبيرها)

هذا العام، انطلقت المنافسة باكراً بين المسلسلات. انتظرت الشاشات صفّارة الإنذار التي أطلقتها lbci مساء 23 أيلول (سبتمبر) الماضي مع «ثورة الفلاحين» (حوار كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر، إنتاج «إيغل فيلمز» لجمال سنّان). سرعان ما لحقتها mtv التي قرّرت عرض «كارما» (رؤية وسيناريو وحوار سلام كسيري، ومعالجة درامية لرامي كوسا، وإخراج رودني حداد ــ إنتاج IndieMinds). أما «الجديد» فقد أجّلت قليلاً عرض «حنين الدم» (كتابة زينة عبد الرازق، وإخراج وإنتاج إيلي معلوف»، لكنها في النهاية دخلت «البازار». وقبل فترة أطلقت مسلسلاً ثانياً يحمل اسم «العاصي – البيت الأبيض» (إﺧﺮاﺝ فانيا عون وﺗﺄﻟﻴﻒ كريستين بطرس)، في ظلّ غياب واضح لـ otv و nbn و«المستقبل» عن المنافسة الدرامية. المعركة الحامية بين القنوات الثلاث المتنافسة في مجال الدراما التلفزيونية، وصلت إلى حدّ التراشق الكلامي بين القنوات. فقد خصّصت mtv مجموعة من فقرات برامجها للتأكيد بأن «كارما» هو الأكثر مشاهدة. كذلك الحال بالنسبة إلى lbci التي استضافت أبطال «ثورة الفلاحين» لتثبت أنها أنجزت «ثورة» على الشاشة. أما «الجديد» فقد اشتغلت بهدوء أكثر لناحية الترويج لنفسها. إلى جانب هذه الحرب، ما يجمع الأعمال التي تعرضها الشاشات الثلاث حالياً، هو التخبّط في تواقيت عرضها. فقد بدّلت القنوات توقيت عرض المسلسلات مرات عدّة، لترسو في النهاية على المنافسة ستة أيام متواصلة أسبوعياً.
إحصاءات إيبسوس (انقر على الصورة لتكبيرها)

في المقابل، اتجهت الأنظار نحو نسب المشاهدة التي بدأت شركتا «آراء ميديا ريسيرتش» بالتعاون مع «جي اف كي»، و Ipsos (التابعة لشركة «شويري غروب») برصدها. بعد مرور أكثر من شهر على بدء «ثورة الفلاحين» و«كارما» و«حنين الدم» ووصولها إلى حلقاتها الأخيرة، لم تتفاوت الإحصاءات كثيراً في الشركتين. إذ بينت أرقام ipsos (الأرقام رصدت بدءاً من 23 أيلول حتى 26 تشرين الأول) أنّ «ثورة الفلاحين» احتل المرتبة الأولى بـ 12.10 %، تلاه «كارما» 7.40 %. أما مسلسل «العاصي – البيت الأبيض»، فجاء في المرتبة الثالثة (7.20) تلاه «حنين الدم» (7.18). أرقام Ipsos «آراء ميديا ريسيرتش» بالتعاون مع «جي اف كي» (من 23 أيلول لغاية 16 تشرين الأول) لا تختلف عن ipsos.
تشتّت خريطة المتابعين تبين lbci وmtv و«الجديد»

إذ أظهرت الإحصاءات أن «ثورة الفلاحين» حصل على 12.12% من نسب المشاهدة، تلاه «كارما» (7.33)، و«البيت الأبيض» (7.03) و«حنين الدم»( 6.59). علماً أنّ mtv أوقفت قبل عامين أي تعاون مع «جي اف كي» (أو أي شركة أخرى)، مؤكدة أنها ستعتمد على التفاوض مع المعلنين مباشرة من دون الإحصاءات. في هذا السياق، يوضح مصدر داخل mtv لـ«الأخبار» أن سبب عدم اعتراف المحطة بالأرقام جاء بعدما كانت إحصاءات «جي اف كي» «غير منطقية»، بمعنى «أنّ بعض برامج mtv كانت الأكثر مشاهدة حسب التفاعل معها على السوشال ميديا، في حين جاءت الأرقام مخالفة لردّة الفعل الإيجابية». ويرى المصدر أنّ هذا الأمر ينطبق على «كارما» الذي «يلقى صدى طيّباً بين المتابعين والنقّاد» على حد تعبيره. ويرجّح المصدر أن يكون المسلسل الأول بين باقي الأعمال بسبب تفاعل الناس معه، خاصة أنّ «كلفته لم تكن عالية كتلك التي رصدت لـ«ثورة الفلاحين»». من جانبها، لا تزال lbci محافظة على تعاونها مع ipsos وتعتمد برمجتها بناء على قرارات شركة الإحصاءات وتبني على أساسها خريطة الإعلانات. كما تصرّ على أن مسلسلها الذي تنتجه «إيغل فيلمز» يحقق متابعة جيّدة، ولو أن نسبة المشاهدة أقلّ من العام الماضي، حين حقق «كل الحبّ كل الغرام» أرقاماً عالية ومفاجئة تخطّت الأرقام الـ 18%. من جانبها، تأخذ «الجديد» في الاعتبار أرقام «جي اف كي»، وهذه السنة رفعت سقف المنافسة بين زميلاتها بعرض مسلسلين دفعة واحدة لتفرّق نسب المتابعة. إذاً، صراع بالأرقام تخوضه القنوات، ولكن الأكيد أنّ لا مسلسل نجح في أن يكون «ظاهرة» هذا العام، بل إنّ خريطة المتابعين تشتّت بين القنوات الثلاث.

*«ثورة الفلاحين» الأحد والاثنين والثلاثاء على lbci بعد نشرة الأخبار المسائية
*«كارما» من الأحد إلى الجمعة على mtv بعد نشرة الأخبار
*«حنين الدم» من الاثنين إلى الأربعاء على «الجديد» بعد نشرة الأخبار المسائية
*«العاصي – البيت الأبيض» من الخميس إلى السبت على «الجديد» بعد الأخبار