بطعم بيروت

في عام 2014، أصدرت جمانة عقاد كتاب طبخ بعنوان Taste of Beirut (عن Health Communications)، مستمدّاً من اسم مدوّنتها الإلكترونية. يعدّ الإصدار هدية مميزة كونه لا يقتصر على تقديم وصفات لبنانية ومتوسّطية تقليدية، وإنّما يرمي إلى «مشاركة التراث اللبناني عبر المزج بين الطعام، وتقنيات الطهي، والحكايات، والقصص الثقافية»، كما أنّه مناسب للراغبين في تعلّم الطبخ أو المتمرّسين في هذا المجال. يقدّم Taste of Beirut أكثر من 175 وصفة لبنانية تقليدية وأصيلة مع لمسة عصرية، بالإضافة إلى مساحة وافرة للأطباق النباتية وتلك الخالية من المشتقات الحيوانية. عائدة من الولايات المتحدة، حطت جمانة في العاصمة اللبنانية في 2011 في سبيل تعميق معرفتها بالمطبخ اللبناني، بمساعدة جدّتها وبواسطة عملها مع طهاة محليين بارزين، مما مكّنها من تعزيز بحثها الذي تُرجم في هذا الكتاب، الحاصل على مراجعات إيجابية جداً محلياً وفي الخارج.


أكسسوارات جلدية


باستخام جلود «فاخرة» أميركية أو إيطالية المنشأ، يصنع الشاب اللبناني فادي عزّ الدين الأكسسوارات المناسبة للذكور والإناث، في محترف صغير في منزله في قرية الخرايب الجنوبية. وعبر حساب على «إنستغرام» يحمل اسم Far Leather Goods، يستعرض فادي منتجاته المنوّعة بين مَحَافظ، وأحزمة، وحقائب، وحمّالات مفاتيح… والمناسبة لكلّ الميزانيات. بدأت القصّة قبل عامَيْن كهواية، قبل أن تتحوّل إلى مهنة. أما مبدأ عزّ الدين، فـ «بسيط» على حدّ تعبيره: «إعداد القطع حسب الطلب وبما يتناسب مع رغبة الزبائن، والاشتغال عليها يدوياً من دون الاستعانة بآلالات أو ماكينات إطلاقاً». أما حول ما إذا كانت الجلود طبيعية، فيؤكّد فادي أنّه يستوردها من الخارج من مصادر «يفترض أنّها موثوقة وأخلاقية»، غير أنّه يشير في الوقت نفسه إلى أنّه في الحقيقة «لا يمكننا التأكّد من ذلك». لكن الأكيد هو أنّ عز الدين يتأنّى في تشكيل قطعه الجلدية (مدبوغة بواسطة ألوان طبيعية)، ليخرج «بنتيجة مميزة ومتفرّدة عن المتوافر في الأسواق». (للاستعلام: حساب farleathergoods على إنستغرام).

تقاطع الريشة والشعر والموسيقى


في ألبومها «تقاطع»، غنّت الفنانة اللبنانية تانيا صالح (1969) بصوتها وريشتها. وجّهت «تحية» للشارع والشعر العربيين حين جمعت شخصيّات تاريخية ومعاصرة في رسوم غرافيتي زيّنت بها جدراناً في دول عربية جالت عليها. «أردت أن يحظى الرسم بدور فعلي في الألبوم، لأنّه لم تكن هناك علاقة عضوية في السابق بينه وبين الأغنيات». أما محتويات الألبوم، فهي 13 أغنية، تولّت تانيا تلحين غالبيتها، بالإضافة إلى مشاركة خليل جدران لناحية التوزيع الموسيقي. باستثناء نصّين من توقيع صالح، استندت الأغنيات إلى أشعار أسماء عربية بارزة تناولت مواضيع متشابهة لا تزال تؤرق يومياتنا كعرب يومياً، من بينهم: محمود درويش، ويونس الابن، ونازك الملائكة، ونزار قباني، وبيرم التونسي، وصلاح جاهين، وبدر شاكر السيّاب، وعبد الله البردوني...

أيقونات مخلّدة بالبورتريهات


«الفن هو أفضل ما قد يفعله الإنسان. إنه وسيلة للراحة والاسترخاء والاحتفاء بالحياة». هذا ما يقوله رالف غياد في أحد الأحاديث الصحافية. الشاب اللبناني الذي أسّس استديو WAFFF، انخرط طويلاً في الموسيقى قبل دخول عالم التصميم. وها هو اليوم ينتج بورتريهات معاصرة لنجوم عالميين يشكّلون جزءاً أساسياً من ذاكرتنا (فريدا كالو، توباك، مارلين مونرو، إلفيس بريسلي، الـ «بيتلز»...). بأسلوب بعيد عن التعقيد، استثمر رالف شغفه بالموسيقى وتأثّره باالإلكتروني منها، لإعداد تصاميم فريدة لوجوه الفنانين (وأحياناً شخصيات معروفة بعيدة عن مثل مؤسس «آبل» ستيف جوبز) ووضعها على قطعة ملابس أو في إطار يحوّلها إلى أكسسوار جميل لتزيين المساحات. «أقصد ترجمة شخصيات أيقونات في عالمنا باستخدام أقل عدد ممكن من الخطوط. صحيح أنّ المسألة قد تبدو بسيطة، لكنّها في الواقع معقدة. تكمن الصعوبة في تحديد ما يجب إزالته لا ما يتعيّن إضافته»، يقول. كما أنّه على يقين بأنّ مثل هؤلاء الأشخاص «دفعوا بالبشرية إلى الأمام، سواء على صعيد الموسيقى أو الرسم أو التكنولوجيا أو الكتابة». لذا من المفيد تخليد ذكراهم «على طريقتنا» والاستلهام منهم. (القطع متوافرة في ABC أشرفية أو عبر حساب wafff.studios على إنستغرام)

كل يوم عيد


Everyday Is Christmas (كل يوم ميلاد) هو الألبوم الثامن في رصيد النجمة الأسترالية «سيا»، الصادر عن استديوات «أتلانتيك» وMonkey Puzzle في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. في موسم الأعياد، أرادت «سيا» تقديم باقة منوّعة من الأعمال المناسبة لقضاء الوقت مع الأحبّة والمقرّبين. هكذا، ضمّنت هذا الألبوم أغنيات خاصة بها من دون الاستعانة بموسيقى معروفة، وتشاركت كتابتها وإنتاجها مع غريغ كورستين. بالإضافة إلى الأغنية التي تحمل عنوان الألبوم، يتألّف Everyday Is Christmas من عشرة أعمال من بينها: Santa›s Coming for Us، و Snowman، و Underneath the Mistletoe.

ميلاد أسطوري


في بداية شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، أعلن مغني البوب الأميركي جون ليدجند عبر حسابه الرسمي على تويتر عن مفاجأة ميلادية متمثّلة في ألبوم كامل مخصص لهذا العيد. يحمل الألبوم رقم ستّة في مسيرة جون الفنية، وهو الأوّل من نوعه بالنسبة له. تعاون فيه مع أسماء بارزة أمثال عازفة الباص ومغنية الجاز الأميركية إسبيرانزا سبالدينغ والفنان الشهير ستيفي ووندر. أما النتيجة، فكانت 14 أغنية منها: What Christmas Means to Me، وHave Yourself a Merry Little Christmas، وWrap Me Up in Your Love. وترافق إصدار الألبوم مع جولة غنائية تُختتم في 30 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي على مسرح «سان دييغو سيفيك» في كاليفورنيا.

«صوبيا» الأخوان خليفة


محلياً وعربياً صدر العديد من الألبومات هذه السنة. نتكلّم هنا عن الإصدارات غير التجارية، بصرف النظر إن كانت شعبية أو نخبوية. فرق الجاز والروك والراب (وغيرها من الأنماط الأصيلة أو الهجينة) باتت كثيرة في العالم العربي، والرفوف ملأى بنتاجٍ لا يحمل جديداً في معظم الأحيان (مقارنةً بالتجارب الغربية التي يتم التأثر بها عندنا). في سياق الموسيقى «الصامتة» اللبنانية، أصدر الأخوان ساري وعيّاد خليفة (نجلا عازف الكمان ميشال خليفة، شقيق الفنان مرسيل خليفة) باكورتهما تحت عنوان «صوبيا» (مِدفأة). يحوي الألبوم تسع مقطوعات من النوع الذي يمزج بين الشرقي والجاز والموسيقى الكلاسيكية، وقد شارك في تنفيذه إلى جانب ساري (تشيلّو وتأليف موسيقي) وعيّاد (بيانو وتأليف موسيقي) موسيقيون لبنانيون وأجانب.

بارتولي تغني فيفالدي


قبل نحو عشرين عاماً، حدث في عالم الغناء الأوبرالي «انفجار» ذهل النقاد والجمهور، فكانت له تداعياته على عالم الأوبرا وفتح طريقاً مسدوداً منذ أكثر من قرنين. الحدث حمل توقيع مغنية الأوبرا الإيطالية تشيتشليا بارتولي (1966) التي نبشت أرشيف مواطنها من عصر الباروك، المؤلف الشهير أنطونيو فيفالدي (الذي كان معروفاً كمؤلف كونشرتوهات بشكل شبه حصري) واختارت مقتطفات من أعماله الأوبرالية وغنّتها بأسلوب مذهل. باع الديسك بالملايين (من أكثر الديسكات مبيعاً في فئته بالتاريخ) وفتح أعين العاملين في إنتاج الأوبرا على مساهمة فيفالدي في هذا مجال فاكتشف العالم أعماله المدفونة. بعد عقدين تعود بارتولي إلى فيفالدي، بديسك مشابه صدر حديثاً وتصدّر سريعاً أخبار المجلات المتخصصة واهتمام الجمهور حول العالم.

أولافسن يؤدي باخ


في مجال الموسيقى الكلاسيكية الغربية الآلاتية، وتحديداً العزف المنفرد على البيانو، صدرت أخيراً عدّة ديسكات مهمّة، لعازفين مخضرمين أو ناشئين. من بينها الديسك الذي خصصه عازف البيانو الإيسلندي فيكينغور أولافسن (1984) للمؤلف الألماني باخ. منذ بضع سنوات وقّع أولافسن عقداً مع الناشر الألماني العريق (يحتفل هذه السنة بعيده الـ120!) «دويتشيه غراموفون» وأصدر أولاً ديسكاً حوى مؤلفات للبيانو للمؤلف الأميركي المعاصر من التيار المينيمالي التكراري، فيليب غلاس، ثم عاد ثلاثة قرون إلى الوراء ليختار مجموعة من الأعمال التي تركها باخ. الديسك يحوي عناوين لمؤلفين آخرين نقلها باخ للكلافييه وأخرى كورالية له، نقلها مؤلفون وعازفو بيانو للكلافييه. تضاربت الآراء حول هذا الديسك، ما يؤكد أن الرجل مميّز وجريء في أدائه… هكذا حصل قبله مع الكندي غلان غولد وغيره.

كولتراين... الكنز المكتشَف


الحدث الموسيقي الأهم هذه السنة في عالم الجاز هو صدور ألبوم جديد للأسطورة جون كولتراين (1926 — 1967)، عازف الساكسوفون الذي رحل قبل أكثر من نصف قرن. مقطوعات كاملة ضاعت بعد تسجيلها عام 1963، ووُجدت منها نسخ، بالصدفة، كانت قد احتفظت بها زوجة كولتراين. فبعد الانتهاء من تسجيل بعض المقطوعات الجديدة، تم توضيب الشريط بانتظار بدء العمل عليه. المشكلة وقعت عندما تم تلف هذه التسجيلات عن طريق الخطأ (خلال عملية تقليص حجم الأرشيف)، لكن كولتراين كان قد طلب نسخة «غير رسمية» من هذه الأعمال، للاستماع إليها في المنزل وتقييمها. كل تفاصيل هذا الكنز المكتشف حديثاً يرويها عازف البيانو الذي شارك في التسجيل، ماكوي تاينر، والألبوم يحمل عنوان «Both Directions at Once: The Lost Album».


ديانا كرال في ضيافة بينيت


طوني بينيت… اسمٌ تخطى الأساطير. يبلغ من العمر اليوم 92 عاماً، والأهم أنه لا يزال نشيطاً ومنتجاً. لا يتعب هذا الرجل، ولا يرتاح من تقديم مشاريع مختلفة في كل مرّة. فبعد عمله إلى جانب ليدي غاغا في خطوة فاجأت العالم الموسيقي ونتج منها ألبوم حمل كلاسيكيات الجاز بأداء ثنائي جمع بينيت بنجمة البوب، لكن بشروط المغني العتيق الفنية، ها هو يعود إلى الضوء بمشروع مشابه، ولكن هذه المرة مع مغنية جاز غنية عن التعريف. إنها ديانا كرال التي تحظى اليوم بشرف ألبوم يجمعها بطوني بينيت، ويحوي كلاسيكيات ريبرتوار الجاز. عنوان الإصدار Love Is Here to Stay وفيه حصراً عناوين تحمل توقيع الثنائي الأميركي الأسطوري، الأخوين غرشوين (جورج تأليفاً وآيرا شعراً)، يؤدّيها الثنائي بينيت/كرال، باستثناء محطة غناء منفرد لكل منهما.


«نظرية» ميوز الجديدة


الإصدارات في عالم الروك بالعشرات. فتعدّد الأنماط المنبثقة عن الروك، والسهولة النسبية في تأسيس فرقة روك وإنتاج الأغنيات، يجعل اختيار ألبوم من هذا النمط (وفروعه الكثيرة) لطرحه ضمن هدايا العيد أمراً محيّراً. اخترنا فرقة من فرع الروك البديل الذي يبقى مقبولاً إلى حدٍّ ما لدى جميع الأذواق الشبابية. إنها Muse الإنكليزية الشهيرة التي اشتهرت في العقدين الأخيرين، ولها ثمانية ألبومات مسجلة في الاستوديو، آخرها صدر الشهر الماضي ويحمل عنوان Simulation Theory. ما من ألبوم فشل فشلاً ذريعاً لهذه الفرقة، إذ حافظت دائماً على الحدّ الأدنى مما يتوقعه منها جمهورها، ولو أن ذورتها بلغتها مع ألبوم Absolution (2003). هذه هدية مكفولة لهواة النوع، ممن يعرفون الفرقة أو يودّون التعرّف عليها.

«مرايا» زاز


قبل عام 2010 لم يكن أحدٌ في فرنسا أو خارجها قد سمع بالمغنية الفرنسية زاز (هذا اسمها الفنّي). فالفتاة التي أصدرت ألبوماً بدون عنوان في تلك السنة، لم تكن تتوقّع أن يحظى بشهرةٍ ستجعل منها النجمة الأولى في فئة الأغنية الفرنسية الجديدة. غنّت زاز بصوت بوهيمي، كلاماً بسيطاً، قريباً من الشارع، وألحاناً أبسط، قريبة من الأذُن، وتوزيعاً موسيقياً مختصراً ولكن فيه ذائقة ومنَفَّد بحِرفية. بعدها توالت الإصدارات عام 2013 ثم عام 2014 (استعادت كلاسيكيات فرنسية تتمحور مواضيعها حول العاصمة الفرنسية، وتم توزيعها لفرقة جاز كبيرة، وشارك حتى كوينسي جونز في إعداد محطتَين في الألبوم). بعد أربع سنوات عن إصدارها الأخير، ملأتها بإقامة الحفلات (وكان للبنان حصة منها) عادت زاز ودخلت الاستوديو وخرجت بألبوم جديد بعنوان Effet mirror، يصلح هدية للشباب وللمخضرمين من ذواقة الأغنية الفرنسية.