القاهرة | قبل ساعات من ظهوره على الهواء مباشرة في حوار مطوّل مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة «الحياة»، أعلنت قناة «mbc مصر» أوّل من أمس، رسمياً، انضمام باسم يوسف إلى باقة نجومها، اعتباراً من 7 شباط (فبراير) المقبل. إذاً، تأكّد الخبر الذي تناقله الصحافيون منذ أسابيع وسط صمت فريق برنامج «البرنامج» أو طاقم المحطة. خلال 45 ثانية، أعلن الإعلامي الساخر على طريقته أنه عائد إلى الشاشة، لكنه متخوّف من التوقف مجدداً، مستخدماً عبارة «احذر الوقوف متكرر» في نهاية البرومو الذي روّج لعودته (رابط الفيديو على موقعنا). كيف سيعود باسم يوسف؟
وهل سيخضع لضغوط جديدة، وخصوصاً أنّ توقيت العودة يتزامن مع انطلاق الحملات الدعائية الخاصة بالمرشحين لرئاسة الجمهورية؟ كل هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عنها إلا بعد مرور الحلقة الأولى من الموسم الذي لا يعرف محبو «جون ستيوارت العرب» ما إذا كان الرابع أو أنّه سيكون استكمالاً للموسم الثالث الذي لم تخرج منه سوى حلقة واحدة على «سي. بي. سي». علماً أنّ الحلقة الثانية من الموسم الثالث سُرّبت أخيراً عبر يوتيوب بعد مرور شهرين على منع مالك القناة محمد الأمين عرضها وفسخ التعاقد مع يوسف وفريقه (الأخبار 2/11/2013). ظهور الجرّاح المصري مع عمرو الليثي، جاء ليعطي الأخير «قبلة الحياة» إعلامياً بعد غيابه عن الشاشة منذ «ثورة 30 يونيو»، وخصوصاً أنّه أحد أبرز الإعلاميين المحسوبين على نظام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، كذلك عمل مستشاراً له لفترة. لكن الليثي نجح في التعاقد مع قناة «الحياة»، وخرج إلى الجمهور في أولى حلقات برنامجه «بوضوح»، مستضيفاً باسم يوسف.
خلال الحلقة، أعاد الإعلامي الساخر تأكيد آرائه السياسية من دون «المراوغة» التي يلجأ إليها عادة معظم زملائه المصريين اتقاءً للعواصف السياسية التي تهبّ على المحروسة يومياً. شدد يوسف على رفضه ترشّح وزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، لأنّ «مصر تحتاجه أكثر قائداً للجيش. والجيش يجب ألا يدخل في السياسة»، مضيفاً أنّ مَن سينافس السيسي في الانتخابات الرئاسية سيكون منافساً لـ«الجيش ووزارة الدفاع. ولا أحد يستطيع المنافسة، وأخشى أن يكره الشعب الجيش بسبب السيسي إذا لم يحقق أحلامهم، مثلما كرهوا الدين بسبب الإخوان».
يوسف وصف ما جرى في 30 حزيران (يونيو) بـ«الثورة» لا الانقلاب، لكنه أكّد أنّ لها سلبيات، أبرزها التضييق الذي تعرّضت له حرية الإعلام والتعبير بعد إطاحة الإخوان، وكذلك الإعلام الموجّه الذي يعبّر عن وجهة نظر الأجهزة السيادية، فضلاً عن التجاوزات التي ارتكبها عناصر الشرطة. وفي معرض حديثه عن السلبيات، تحدّث أيضاً عن القبض على عدد من شباب «ثورة 25 يناير»، محذراً من أنّ «الضغط يولّد الانفجار». مقدّم برنامج «البرنامج» لفت إلى أنّ «ثورة 30 يونيو» أنقذته هو شخصياً لأنّه كان على رأس قوائم المستهدفين، واصفاً حكم مرسي بـ«الفاشل»، كذلك إنّ «ثورة 25 يناير» لم تحكم، وكذلك «ثورة 30 يونيو».
وحول رأيه كإعلامي بمقولة أنّ مصر تعيش «أزهى عصور الحرية بعد «ثورة 30 يونيو»»، لجأ باسم يوسف إلى طريقته الساخرة للقول: «مش إنت بتقول اللي إنت عايزه، وأنا بقول اللي أنا عايزه؟ يبقى زيّ الفلّ يا باشا، مش إنت مرضي ومبسوط؟». هنا، قاطعه الليثي ضاحكاً، وقال: «مالكش دعوة بيّا أنا لسّة أوّل حلقة»، فما كان من يوسف سوى الرد: «الحرية زيّ الفلّ، وبرنامجي طالع الجمعة. لو ما توقفش، يبقى حرية زيّ الفل».
أما عن الأصوات القائلة بأنّ الإعلامي الساخر اختار قناة غير مصرية ليبثّ برنامجه على شاشتها بما لا يعجب المزاج المصري العام، أجاب يوسف بأنّ «mbc مصر» تعمل داخل مصر وتخضع لشروط مدينة الإنتاج الإعلامي، «كذلك فإنني أصوّر حلقات البرنامج من داخل مصر. هناك قنوات أجنبية عرضت عليّ تقديم البرنامج على شاشاتها، ولكنني رفضت». وأضاف: «رأسمال كل القنوات المصرية لم يعد مصرياً مئة في المئة».
وطبعاً، ما كانت الحلقة لتمرّ من دون التطرّق إلى طوفان الاتهامات بالعمالة والتخوين التي تعرّض لها باسم يوسف. الأخير وصفها بالـ«هستيريا التي لا بد من أن تتوقف»، مذكّراً بالفتوى التي أطلقها أخيراً الشيخ مظهر شاهين ــ من دون تسميته ــ وتفرض على الرجل أن يطلّق زوجته إذا كانت إخوانية.
هكذا، حُسمت المسألة. باسم يوسف سيعود إلى جمهوره من خلال الشبكة السعودية يوم الجمعة المقبل، فماذا سيحمل في جعبته؟ وهل ستكون عودته طويلة، أم أنّها ستتعثّر قريباً؟ الأيّام كفيلة بالأجابة!

*«البرنامج» ابتداءً من 7 شباط (فبراير) على «mbc مصر»

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman






غادة مستعدة للمصالحة

في الحلقة نفسها، عرض الإعلامي عمرو الليثي مقطع فيديو للممثلة المصرية غادة عبد الرازق تؤكد فيه أنّ خلافها مع باسم يوسف ليس شخصياً، وأنها لم تغضب منه بسبب سخريته من شعرها المستعار في الحلقة الأولى والأخيرة من الموسم الثالث من «البرنامج». وأوضحت أنّها غضبت من وصفه «ثورة 30 يونيو» بالانقلاب، مشيرةً إلى أنّها مستعدة لمصالحته. وقال الليثي إنّه سيأخذ رداً من باسم بعد الفاصل الإعلاني، لكن الحلقة انتهت من دون أي تعليق. وكانت عبد الرازق قد هاجمت الإعلامي الساخر بشدة، وغرّدت قائلة إن «مصر هي الجيش المصري يا خونة، باسم يوسف واضح إنّك غيران من الفريق السيسي لأنّه سرق منك المشهد».