لا شيءَ سيحدثُ، لا لحظة ستضيء، لا أحدَ سيُولد، بينما سيستمر القتلة بالتكاثر بلا هوادة؛ فالزمن لم يعد كفيلاً بمحوهم، فهم ينتشرون به وعبره، يكتبونه لنا بسكاكينهم وبأساطيلهم، بسجونهم وراياتهم، بكراهيتهم وآياتهم. إلى الآن، لم نتعلم الخروج من سنة حتى ندخلَ في أخرى، إلى الآن نحيا ونموت في التأريخ. ما الذي قمنا بتأسيسهِ في ٢٠١٨ _ أو قبلها _ حتى نكمله في ٢٠١٩ سوى الدوران في الفراغ ذاته؟ اللاشعور بالزمن كارثتنا العميقة. الكارثة التي يغذّيها الدين من جهة والقومية من جهة أخرى. لا يمكنني أن أتمنى النظر والعمى ملء عيوني، لا يمكن أن أوهمَ نفسي بأن أضعَ الأمل في المستقبل، بينما اليأس يلتهم كل شيء. «إن الكلمات البليغة تجلب على البشر شروراً كثيرة. إنها حكمة ندركها بتقدمنا في العمر» هكذا ختم سوفوكليس «أنتيغون»، نحن مجتمعات الكلمات البليغة، المجتمعات التي لا تتقدم بالعمر، المجتمعات الراسخة تحت الشرور والضياع. لا أستطيع أن أوجّه شيئاً يا أصدقائي للسنة الجديدة، فيدي قطعوها ولساني قصّوه، وعيني فقأوها.
* شاعر ومسرحي عراقي