كأن لا مصير للعالم العربي خارج هذه الثنائيّة: إما الاستعمار وإما الاستبداد. ألا يمكن أن يفكّر أهل هذه المنطقة من العالم في مصير ثالث لا يكون الإنسان فيه مستباحاً، أسير القمع والظلم منذ الولادة حتى الموت، فاقداً لأبسط الحقوق الإنسانية في الحرية والكرامة، مدفوعاً نحو حروب أهليّة لا تنتهي؟ أليس من حقّ أهل هذه المنطقة أن تكون لهم مدارس ومعاهد وجامعات ومؤسّسات ومراكز بحوث تساعدهم على الاندماج في هذا العصر وإيجاد موقع لهم فيه، وتفتح أمام أبنائهم مستقبلاً آخر غير أن يكونوا وقوداً لحروب عبثيّة، وغير التشدّد الديني والتعصّب والتطرّف ورفض الاختلاف، أو الارتماء في المجهول والهرب والهجرة؟
التخلّف ليس قدراً، والجهل ليس قدراً. وحالة الفقر والبطالة ليست قدراً. وليس قدراً الإحساس بالاغتراب. ألا يحقّ لهذه الشعوب أن تفكّر في العدالة وتكافؤ الفرص والخروج من العبوديّة؟
ألا يحقّ لها أن تحلم بغد أفضل؟ وأن تردّد العبارة التي استهلّ بها مارتن لوثر كينغ خطابه الداعي إلى المساواة والحرّية، الخطاب الذي ألقاه عند نصب لنكولن التذكاري عام ١٩٦٣، وكرّر فيه مراراً: «لديّ حلم».
كم طال هذا الحلم في العالم العربي، وكم للأسف سيطول!
* شاعر وكاتب لبناني مقيم في فرنسا