القدس المحتلة | انتصار مهمّ سجّله طلبة «جامعة بيرزيت» أخيراً، بعدما قرّر رئيس دائرة الإعلام في الجامعة بسام عويضة توسيع رقابته على الطلاب، لتصل إلى صفحاتهم الفايسبوكية، مما دفع الطلاب إلى التصدي لهذا الانتهاك بحقهم في انتقاد أي أستاذ علناً. يوم السبت الماضي، نظّم هؤلاء وقفة تضامنية مع الطالبة جمانة غنيم، التي كانت قد أحيلت على «لجنة نظام» بسبب وصفها رئيس الدائرة بـ«المستبد»، وتشبيهها الجامعة بـ«ماكينة فساد»، وخصوصاً بعد تهديد عويضة لها ولطلاب آخرين بملاحقتهم بتهمة «التشهير على فايسبوك»، وبتأثير ذلك في تحصيلهم الأكاديمي، إذا لم «يتأدبوا» على صفحاتهم الافتراضية.القضية سرعان ما فتحت جدلاً واسعاً حول واقع حرية الإعلام في فلسطين، وذكّرت بواقعة أخرى يوم قرّرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» محاكمة الصحافية في «تلفزيون فلسطين» إيمان هريدي، على خلفية مقال ساخر نشرته على الموقع الأزرق، طالبةً الزواج بالرئيس محمود عباس لتحسين أوضاعها الوظيفية في ظل سيطرة المحسوبيات على التلفزيون الرسمي، لكن القضية ألغيت بقرار صادر عن المكتب الرئاسي بعد جهود مؤسسات المجتمع المدني وحملات التضامن مع هريدي.

أما التحرّك الاحتجاجي لطلبة «جامعة بيرزيت» يوم السبت، فقد أدّى إلى تعجيل انعقاد جلسة «لجنة النظام»، التي كان يفترض عقدها اليوم. وأفضت الجلسة إلى رد الشكوى إلى صاحبها (بسام عويضة) لأنّها لا تقع ضمن اختصاص اللجنة، وهو ما أكَّده عميد شؤون الطلبة محمد الأحمد لـ«الأخبار». أما نائب رئيس الجامعة غسان الخطيب، فشدد على أنّه «قلنا للاستاذ كبِّر عقلك»، مشيراً إلى أنّ تصرّف عويضة «يفتقر إلى الحكمة». أثناء حديثنا مع بعض الطلاب في «جامعة بيرزيت»، تبيّن أنّها ليست المرة الأولى التي يؤدي فيها بسام عويضة دور الرقيب. في بداية الفصل الدراسي، حاول استجلاب دعم مالي من القنصلية الأميركية، الأمر الذي رفضه الطلاب. «كيف تقبل أن نصوِّر بكاميرات أميركية ونحن مُكبّلون بقيودهم؟»، سؤال طرحته إحدى الطالبات على عويضة خلال الإعداد لتقرير تلفزيوني عن الموضوع، فما كان من الأستاذ الجامعي إلا أن رفض الرد، موضحاً أن لا مشكلة لديه في التمويل الأميركي!