بالأمس lbci، وأخيراً «العربية». يبدو أنّ ما نشره الإعلام الإسرائيلي، وخصوصاً القناة العاشرة في تلفزيون العدو عن أنّ دعوة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إلى قاعدة «رامات دافيد» تندرج ضمن «أسلوب جديد مبتكر في الحرب النفسية ضد حزب الله» ليس مصادفة، بل يأتي ضمن خطة ممنهجة لاستدراج الإعلام العربي (الأخبار 25/1/2014).
أيّام فصلت بين عرض المحطتين تقريراً عن زيارتهما لقاعدة «رامات دافيد» الجوية الإسرائيلية، حيث نقلتا تصريحات عسكريين إسرائيليين، تؤكد قرب «الضربة القاضية» على «حزب الله» وإيران. التقريران تضمّنا مشاهد تحليق «هوليوودية» لطائرات العدو، من دون أن ننسى عرض الصور «الحضارية» للجندي الإسرائيلي، علماً بأنّ هذه القاعدة هي في الأصل «قاعدة شحمة الجوية» في قضاء الرملة الفلسطينية، قبل أن يحوّلها الاستيطان الإسرائيلي إلى «رامات دافيد».
لكن يبدو أن تقرير قناة «العربية» سرق الأضواء أخيراً من تقرير lbci، بعدما احتفى به الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على فايسبوك وتويتر. تصرّف بدا كأنّ أدرعي يحاول تعزية نفسه به بعدما اعتذرت lbci عن عرض تقرير مراسلتها في حيفا، آمال شحادة، إثر موجة الاستنكار التي طالتها.
تقرير «العربية» (2:21 دقيقة)، الذي عرض قبل أيام، نقل للمشاهد تفاصيل «الخطوة غير الاعتيادية» التي أقدم عليها العدو على أبواب قاعدة «رامات دافيد» (شمال فلسطين المحتلة)، من خلال السماح لكاميرات «وسائل إعلام غير إسرائيلية» بالدخول. وقد أحسن مراسل الفضائية السعودية زياد الحلبي حين لفت نظر المشاهدين إلى أنّ هذه الخطوة «لا تبدو بريئة»، وخصوصاً أن «سلاح الجو أكثر أسلحة إسرائيل سريّة على الإطلاق». وأضاف التقرير إنّ خطوة مماثلة «ترتبط عادة بتوجيه رسائل تهديد». لكن تقرير «العربية» الذي يستند برمّته إلى تقديرات ومعطيات استخبارية إسرائيلية، لا يبدو بريئاً لمشاهديه. هذا ما تؤكده تعليقاتهم على صفحة أدرعي الفايسبوكية.
أرادت «العربية» إقناع المشاهدين بأنّ سماح الجيش الصهويني بتصوير مناوراته «خطوة غير اعتيادية». لكن الخطوة بدت منسجمة مع قرار الجيش الإسرائيلي بالسماح لقادته الأساسيين بالظهور الإعلامي أخيراً، لتوجيه تهديدات ضد «حزب الله» وإيران. تهديدات نقلها تقرير الشاشة السعودية على لسان قائد القاعدة الجوية الإسرائيلية، وأتت متماشية مع الحرب الإعلامية والنفسية استعداداً لـ«الحرب المقبلة».
لم يخلُ التقرير من الغزل الإعلامي بين إسرائيل والسعودية عقب حفلة الغزل السياسي التي شهدناها في مؤتمر «الأمن» الذي انعقد في ألمانيا قبل أيام بين رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل، والوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفني، فضلاً عن الكلام عن «المخاوف المشتركة بين دول الخليج وإسرائيل» من البرنامج النووي الإيراني. بخلاف تقرير lbci الذي أجرى مقابلة مع أفيخاي أدرعي، كان تقرير زياد الحلبي «بخيلاً» على أدرعي. لكن المسألة لم تمنع الأخير من الاحتفاء بطاقم «العربية» فايسبوكياً. احتفاء دفع أحد المعلقين إلى القول بأنّ تبديل مكان حرفي الباء والراء في كلمة «العربية» كفيلٌ بإبراز وجه المحطة الحقيقي! lbci اعتذرت، لكن هل ستعتبر «العربية» أنّها أخطأت؟

يمكنكم متابعة مصطفى أبو سنينة عبر تويتر | @JerusaleMustafa