في العيد العشرين لـ «مسرح المدينة» في عام 2017، قدّمت نضال الأشقر عرض «مش من زمان ــ حكاية نضال» للمرّة الأولى. ثم أعادت الكرّة في خريف 2018 ضمن فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان» حيث كان العمل العربي الوحيد على البرنامج. تولّت نضال شخصياً إعداد العرض وتنفيذه، وها هي اليوم تستعد لمنح الجمهور اللبناني فرصة جديدة لمتابعته على خشبة «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت) في 23 آذار (مارس) الحالي. إنّها السيرة الذاتية لـ «سيّدة المسرح اللبناني» ومذكّرات مغناة وممسرحة عن طفولتها، تتشارك تقديمها على الخشبة مع أربعة موسيقيين لبنانيين، هم: خالد العبدالله ومحمد وابراهيم عقيل ونبيل الأحمر. بعد أيام من تكريمها في «الجامعة اللبنانية ــ الأميركية»، ستُخبرنا بطلة «زنوبيا» عن سياسيين وطنيين هربوا من الفرنسيين وغيرهم، تواروا عن الأنظار في منزل والدها السياسي والقيادي في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» أسد الأشقر (1908 ــ 1986)، وأسهموا بالتالي في تجسيد المخيّلة الخصبة لهذه الفنانة الرائدة، لا سيّما أنّهم كانوا يقدّسون الحرية ويتوقون إليها. ذكريات مسقط رأسها في قرية ديك المحدي (جبل لبنان) ستكون حاضرة أيضاً، وأسماء أسهمت في صنع مخيلتها، كما استمدت منها بطولتها ومن كل ما كان يواجهه القوميون في خضم أحداث سياسية ساخنة في فترة مصيرية وحساسة في تاريخ لبنان الحديث.
على مدى ساعة من الزمن، ستأخذنا نضال في رحلة بين الخيال والواقع، لتعرّفنا إلى مكوّنات طفولة وشخصية إحدى أبرز المشاركات في تطوير المحترف المسرحي اللبناني في العقود الماضية، صاحبة الشخصية الحديدية التي لا تُفقدها الأيام شبابها وحماستها وحيويتها.
تجدر الإشارة إلى أنّه قبل أيّام، حملت الأشقر «مش من زمان» إلى عاصمة الجنوب صيدا، وتحديداً إلى «قصر دبّانة» التراثي في «قلب البلد» (المدينة القديمة حيث التقت الجمهور الصيداوي للمرّة الأولى (بدعوة من مبادرة صيدا الثقافية). حين نسألها عن سبب غيابها عن صيدا كل هذا الوقت، تسارع إلى القول آسفةً: «لم تكن هناك فرص سابقاً، وربّما كان هناك افتقار للفضاءات والمباردات الثقافية والفنية»، مثمّنة في الوقت نفسه النشاط الذي تشهده الحياة الثقافية هناك هذه الأيام عبر الأنشطة المنوّعة. «ذُهلت باندماج الجمهور وقدرته على الإصغاء والتركيز على كل ما كنت أقوله، خصوصاً أنّ قصّتي سياسية بامتياز، كما أنّها حكاية مقاومة على صعد مختلفة...»، تقول نضال لـ «الأخبار». وتشير في الوقت نفسه إلى «الفرح العارم الذي أحسست به». لكن بعد الاندماج مع التفاصيل المحكية، راح الحاضرون «ينفجرون» من فرط الحماسة مع الأغنيات: «كانت حفلة ممتعة حقاً، وآمل أن أعيد الكرّة قريباً».

* عرض «مش من زمان»: السبت 23 آذار ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010