بغداد | لن يكون الاحتفال بعيد الفالنتاين في بغداد اليوم احتفالاً اعتياديّاً وعابراً، ينتهي بمجرّد تبادل باقات الورود والتهانئ في المناسبة التي تحتفل بها عواصم العالم أجمع.الاحتفال هذا العام يحمل معنى مختلفاً، إذ يجسّد شعوراً عاماً بكون الإنسان العراقيّ مستهدفاً، والبلاد ووحدتها ومستقبلها، كلّها مستهدفة وفي خطر. وإلا، فما الذي يدفع مجموعة من طلبة الجامعات والناشطين المدنيّين إلى تنظيم احتفال مركزيّ عنوانه «يوم حُبّ العراق»، على حدائق شارع أبي نواس في بغداد، قرب تمثال شهرزاد وشهريار؟

أليس في الأمر دعوة إلى الثبات على الوطن، اسماً وقيمة وتاريخاً؟ فالعشّاق الذين سيتجمّعون ظهر اليوم، سيتركون «فالنتايناتهم» الشخصيّة من أجل فالنتاين واحد يحتفي بالروح الحيّة للعراق، بمنزلة استثمار للحدث بهدف إشاعة الأمل وتجديده في انتظار مستقبل طال غيابه عن عشاق بلاد الرافدين. إنّ مَن سيضبط نبضات قلبه بتوقيت ساعة الوطن، سيكون على موعد مع الحياة، لكن المهدّدة والخائفة في عراق اليوم، وسينتصر لفكرة أن لا حلّ سوى مواصلة التحدّي، ليس بالعيش وشطب الأيّام من التقويم فقط، بل بصياغة يوميات ثانية تغادر رتابة الأحداث والجو العام، فأنت تحتفي بالحبّ، وغيرك يصنع المفخخات والعبوات الناسفة وينفخ في نار الطائفية ويغذّي فتنتها.
وإذا كان منظّمو الاحتفال قد نشطوا على صفحات التواصل الاجتماعيّ، وهم يوجهون الدعوة لمن يرغب بالحضور، فإنّ هدفهم كما يبدو «تحويل المناسبة إلى لقاء عام ومفتوح يجمع العوائل وأبناءها بطلبة الجامعات مع حشد من الناشطين في منظّمات المجتمع المدني».
«فالنتاين» بغداد الذي سيستمرّ منذ الثانية وحتّى الخامسة عصراً، لن يكون مقتصراً على تبادل الهدايا والورود، بل سينشد الحضور أغنيات لمدينتهم، لكن بإمضاء حناجر لن تتعب من إعلان محبّتها لبلد تأخّرت هدنته مع الأسى والعذاب كثيراً.