الروك بكل احتمالاته هو من اختصاص «مهرجانات بيبلوس الدولية». علماً أن رموزه غير مهمَّشة كلياً في المهرجانات الأخرى (خصوصاً «مهرجانات بعلبك الدولية» في بعض الدورات منذ مطلع الألفية). لن نكرّر الكلام الذي سبق أن كتبناه في هذا الشأن أكثر من مرّة. أضف إلى الروك، بعض تجارب البوب الضاربة التي تتمتّع بالحد الأدنى من الصناعة الموسيقية، وكذلك تلك الإلكترونية أو التي تمزج أكثر من «صوت» بين هذه التيارات الشبابية بغالبيتها ولو حمل بعضها نفحة نوستالجيا لجيل اختبر فرقاً كانت بعزّها في مرحلة سابقة من مسيرتها وحياته، ويود استعادة شيء من ذكريات السهر والصخب من خلال أمسية عابرة، مرّة في السنة. هذا العام، أضاف المهرجان الجبيلي الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة، عبر إدراج أمسية، هي الأولى من نوعها في لائحة مواعيده منذ تأسيسه، ونقصد حفلة لـDJ من أصحاب الشهرة الفائقة حالياً (راجع المقالة الخاصة بمارتين غاريكس في الصفحة).في الفئة المعروفة بالعنوان الشمولي بعض الشيء «روك صاخب»، جسّ «بيبلوس» النبض تدريجاً عبر إدراجه أمسية لفرقة الروك الألمانية Scorpions التي تعطي فكرة عن حجم الإقبال على هذا النوع من الموسيقى في حينها (2011)، وتبقي شبح الفشل بعيداً. نجحت الحفلة، فتلى الألمان Slash (غيتاريست الـGuns N› Roses) ثم عاد «العقارب» مرةً ثانية في الـ2013 وضمت الدورة أمسية ثانية، هذه المرة للـ«ميتال السمفوني» (الروك الأوركسترالي الصاخب) مع الفرقة الفنلندية Nightwish وبقيت الأمور في هذا الاتجاه مع Epica (فرقة هولندية — دورة 2014) قبل أن يغيب هذا النمط في ثلاثة مواسم متتالية ويعود، السنة الماضية، مع تاريا تورونن، مغنية Nightwish التي استقلت عن فرقتها بتجربة الخاصة. هذا الصيف أيضاً، كان لجمهور الروك السمفوني الصاخب حصة في «بيبلوس». إذ تحيي الفرقة الهولندية Within Temptation أمسية في 7 آب (أغسطس)، علماً أن أمسية أخرى، مشابهة قليلاً، تقام في المهرجان في 20 تموز (يوليو)، تتمحور حول الروك بإعداد أوركسترالي والمشروع يحمل عنوان Queen Symphonic (راجع المقالة الخاصة بالأمسية في الصفحة).
الفرقة الهولندية Within Temptation هي من أشهر الفرق من النمط الذي ظهر مطلع التسعينيات في بلدها والبلدان الاسكندينافية، أي الـ«ميتال السمفوني». علماً أنّ انطلاقتها (أواسط التسعينيات) كانت في اتجاه آخر، ضمن عنوان الروك الصاخب العريض، يعرف بالـ«دوم ميتال». في رصيد الفرقة سبعة ألبومات، آخرها صدر هذه السنة بعنوان Resist، وأحد أشهرها سجّلته مع أبرز اسم في مجال الموسيقى الأوركسترالية (غير الكلاسيكية الصرفة) في هولندا، «ميتروبول أوركسترا»، وحمل عنواناً معبراً عن مضمونه: Black Symphony (2008).
بخلاف ما قد يظن بعضهم، لا يزال هذا اللون الموسيقي المنبوذ في المجتمعات المحافظة (لأسباب خاطئة واتهامات زائفة أحياناً) يتمتع بشعبية كبيرة عالمياً، وكذلك في لبنان. وبالأخص أن هذا الفرع تحديداً ليس قديماً، واحتمالات التنويع فيه كبيرة لمجرد أنه مفتوحٌ على نمط واسع كالموسيقى السمفونية.