في مثل هذه الفترة من كل عام، يعدّ نجوم «البوب» العرب العدة لإطلالاتهم ضمن المهرجانات اللبنانية والعربية. فقد باتت هذه المواعيد محطة سنوية للقاء المغنين بمحبيهم الذين يتوافدون من المناطق اللبنانية كافة. هذا العام، دخلت عوامل عدة أثرت سلباً على الأنشطة الفنية، أبرزها تراجع ميزانية القائمين على المهرجانات، فغابت أحداث فنية وحضرت أخرى بشكل «خجول». أما من ناحية أسماء الفنانين الحاضرين، فهي نفسها تتكرّر من دون مفاجآت. حتى إن مواعيد الحفلات متشابهة مع مواعيد العام الماضي والسنوات الفائتة. رغم تكرار الأسماء في السهرات وغياب أسماء أخرى، إلا أن المهرجانات تبقى فرصة للقاء المغنين والتمتع بالفن وفسحة أمل في بلد تضيق فيه الفرص يوماً تلو آخر. في الدورة المنتظرة من الحفلات المحلية، يسيطر الفنانون اللبنانيون على الساحة بينما يغيب أبرز النجوم العرب من الجنسيات كافة وتحديداً المصريين، باستثناء حضور مجموعة قليلة من المغنين والنجوم العرب.
تغني كارول سماحة في «مهرجانات بكاسين» في 14 أيلول المقبل

في هذا السياق، يلفت ماريو اسطا مدير أعمال كارول سماحة في اتصال مع «الأخبار» إلى أن المغنية اللبنانية ستحضر في عدد من المهرجانات المحلية والعربية، وأبرزها افتتاحها أمس مهرجان «موازين» المغربي. أما محلياً، يتم الاتفاق مع كارول للوجود في عدد من المهرجانات من بينها «مهرجانات بكاسين» في 14 أيلول (سبتمبر) المقبل، وسيعلن قريباً عن باقي الأحداث المحلية. سهرة كارول ستترافق أيضاً مع إطلالة في الليلة نفسها للفنان والملحن ميشال فاضل. ويلفت أسطا إلى أن نجمة أغنية «حخونك» تستعدّ لطرح أغنية مصرية في الأسواق خلال فترة وجيزة. من جانبها، لم تحسم نانسي عجرم قرارها نهائياً بشأن غيابها أو حضورها في المهرجانات المحلية. يوضح جيجي لامارا مدير أعمالها في حديث سريع مع «الأخبار» إلى أن نانسي «لن تشارك في المهرجانات اللبنانية هذا العام، ولكنها في المقابل ستقدم عدداً من الحفلات في مهرجانات عربية وعالمية من بينها «مهرجان جرش الدولي»، وكذلك ستحيي حفلات في كل من المملكة العربية السعودية وهولندا ولندن». لا يعطي لامارا تبريراً لغياب صاحبة «آه ونص» عن الأحداث المحلية، مكتفياً بالقول: «كل شيء قد يتغير باللحظة الأخيرة». لا تنشغل نانسي بالمهرجانات فحسب، بل أيضاً ستطرح أغنية مصرية سريعة في الأيام المقبلة، وبحسب لامارا «الاغنية ستكون حديث الناس». من جانبها، تكتفي اليسا سنوياً بالحضور في حفلة واحدة في بيروت وهي ضمن «مهرجانات أعياد بيروت» في 26 تموز المقبل. فقد اتبعت المغنية هذا النمط في سهراتها خلال السنوات الأخيرة بينما تحضر لعدد من الحفلات خارج لبنان. على الضفة الأخرى، تستعد صاحبة «لو» للعودة لنشاطاتها الفنية والانتهاء من تحضيرات ألبومها الجديد الذي سيطرح أواخر هذا العام.
يفتتح وائل كفوري «أعياد بيروت» في 11 تموز (يوليو)


من جانبه، يبدو وائل كفوري الأكثر حضوراً بين زملائه الفنانين بسبب انتشار أغانيه الرومانسية وشهرته التي تخطّت حدود بلده. من هذا المنطلق، يفتتح كفوري «مهرجانات أعياد بيروت» في 11 تموز (يوليو) المقبل، وهذه ليست المرة الأولى التي يطلّ فيها المغني في المهرجان، بل بات اسمه ثابتاً في جميع المواسم. كما يحضر نجم أغنية «نجوم الليل» في «مهرجانات طرابلس» اليوم السبت. وفي 23 آب (أغسطس)، يطلّ كفوري في «مهرجانات صيدا»، ويستقبل محبيه في «مهرجانات القبيات» في 11 آب. وكان صاحب أغنية «ولاد الحرام» (كلمات منير بو عساف ألحان وتوزيع ملحم أبو شديد) قد طرح أغنيته الجديدة التي تحمل اسم «استشبهت فيكي» قبل وقوفه على تلك المسارح. أما في المهرجانات العربية، فقد حجز كفوري لنفسه مكاناً على جدول سهرات «مهرجانات جرش الدولية».
على الضفة الأخرى، يقوم ناصيف زيتون بجولة خارجية تشمل كلاً من كندا وبعض الدول الأوروبية، ولكن حضوره في المهرجانات اللبنانية بات متوقعاً بعد نجاح أغانيه آخرها «أزمة ثقة» التي أتت ضمن أحداث مسلسل «الهيبة» (لباسم السلكا وسامر البرقاوي). ويطلّ المغني السوري للمرة الأولى ضمن «مهرجانات البترون الدولية» في 6 تموز، تتضمّن أغنيات من ألبومه الجديد. وفي 14 تموز سيقف على خشبة «مهرجانات أعياد بيروت» التي تقام على واجهة بيروت البحرية. العام الماضي، شارك زيتون أيضاً في «أعياد بيروت» وأصبح اسمه يتردد بقوة في السهرات الفنية. وطرح زيتون أخيراً أغنيته «تكّة» (كلمات ضياء عشا، ألحان عمر الخير) قبل افتتاحه الموسم الصيفي.

تكتفي إليسا بالحضور في حفلة واحدة هي «أعياد بيروت» في 26 تموز

على الضفة نفسها، وعد ملحم زين متابعيه بطرح «ميني ألبوم» في عيد الفطر، وبالفعل نفّذ وعده وأصدر مشروعه عن «بلاتينوم ريكوردز». تضمن الألبوم خمس أغنيات جديدة وهي «لهون وبس» و«مدري شو بني»، «من مدّة»، «قولوا» و«صفى قلبي»، وتعاون مع عدد من الشعراء من بينهم فادي أبو خليل، فيما جميع الأغنيات من ألحان سليم محمد سلامة وتوزيع عمر صباغ. لكن بالنسبة إلى المهرجانات، يطلّ زين هذا العام في سهرات «دسمة». إذ يشارك في «مهرجانات جبيل الدولية» في 26 تموز مع شربل روحانا. على أن ينتقل إلى «مهرجانات طرابلس الدولية» في 23 تموز. من جانبه، يحرص معين شريف على التنقل بين المناطق اللبنانية. هذا العام، في جعبته أكثر من أربع حفلات ولكن لم يستقر بعد على موعدها، باستثناء مشاركته في «مهرجانات إهدن» في 18 آب. أما باقي الأحداث فستتوزّع على مهرجانات ميروبا والقاع، إضافة إلى نشاطات أخرى سيعلن عنها قريباً. أما نجوى كرم، فيبدو أنها ستغيب عن حفلات مهرجانات الصيف هذا العام. بعد عودتها من الجولة في بعض المدن الأميركية، ستغني «شمس الأغنية اللبنانية» في 13 تموز (يوليو) في الأردن. ثم تنتقل إلى «مهرجان موازين» ولاحقاً إلى سوريا حيث أكدت حضورها هناك. في سياق آخر، يخصص «مهرجان إهدنيات» حفلة فنية لميشال فاضل، حيث يتم فيها تكريم مجموعة من الفنانين الذين أغنوا الزمن الفني الجميل من بينهم وردة الجزائرية وصباح ووديع الصافي. في المقابل، يتميز مهرجان «إهدنيات» عن غيره من المهرجانات بأنه يخصّص خمس حفلات مجانية للأطفال. تلك النشاطات تندرج ضمن احتفال الـ «يونسيف» بمرور 30 سنة على توقيع اتفاقية حقوق الطفل. ويتبنّى المهرجان بدورته الحالية التركيز على أهمية الصحة النفسية للطفل، في ظلّ المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها لبنان.

«صور» تتكل على ملحم ورامي
رغم العقبات المالية التي تعيق حركة المهرجانات، إلا أن القائمين على «مهرجانات صور والجنوب الدولية» أصرّوا على محاولة تخطي هذه الأزمات عبر الدورة الـ 18 للحدث الفني الذي يقام في الملعب الروماني في صور، ويعتبر واحداً من أهمّ الملاعب الرومانية في العالم. تتحدث رولا عاصي المديرة التنفيذية للمهرجان لـ «الأخبار» عن المطبات المالية التي تقف أمام المهرجان هذا العام، قائلة إن ««صندوق التعاضد الموحد للفنانين» رفع نسبة الضرائب المفروضة على المهرجانات التي تستقدم أيّ فنان أجنبي للغناء في لبنان.
ملحم زين في صور هذا الصيف

كما أجبر القائمين على هذه المهرجانات على دفع الضرائب على معاملات الاقامة التي تضاعفت تكاليفها. هذه الخطوة بدأ تطبيقها هذا العام بشكل قاس، مما أجبر غالبية المهرجانات على الاستغناء عن النجوم الاجانب والاكتفاء باللبنانيين. مع العلم أن الفنان اللبناني له مكانته العالمية والعربية. لكن مشاركة الاجانب تضفي نكهة خاصة على المهرجانات من خلال تعريف النجوم بمدينة صور الاثرية وطابعها الثقافي والفني والسياحي». وعن برنامج «مهرجانات صور والجنوب الدولية» هذا العام، خصص الحدث ليلتين لمغنيين لبنانيين يحظيان بشعبية كبيرة هما ملحم زين في 18 تموز (يوليو)، ورامي عياش في 20 منه. وعن حضور ملحم ورامي، تقول عاصي «يغني رامي للمرة الأولى في صور، بينما شارك ملحم سابقاً في إحدى سهرات المهرجان خلال الأعوام الماضية. وهما يملكان شعبية واسعة من ناحية الصوت والأداء والحضور».