هذه المرّة، لا تتعلق الأزمة بين الفنان والرقابة بتجاوز الخطوط الحمر. رغم أنّ المغني المصري علي الحجّار ألمح إلى ذلك أخيراً في تصريحات تلفزيونية، إلا أنّ رئيس الرقابة على المصنفات الفنية المصرية أحمد عواض أكد لـ«الأخبار» أنّ المسألة لا تتعدّى خلافاً حول «الإجراءات الإدارية»، وأنّ كلمات وألحان الألبوم الذي لم يُحدّد اسمه بعد، لم تتعرض لأي عراقيل رقابية.
في افتتاح قناة «سي. بي. سي. 2» قبل أيّام، أكد الحجّار أنّ ألبومه الجديد ما زال محتجزاً في أروقة «الرقابة على المصنفات السمعية والبصرية» التابعة لوزارة الثقافة، موضحاً أنّ لا علاقة بين تأخّر صدوره والكلمات والألحان. لكنّه أردف أنّ الأمر «مرتبط بشخص علي الحجّار»، راسماً بذلك علامات استفهام عدة حول طبيعة الأزمة. رئيس الرقابة أحمد عواض أكد أنّ الألبوم حصل على ترخيص في 23 كانون الأوّل (ديسمبر) 2013، بشرط استيفاء أربع ملاحظات تتعلّق كلّها بحقوق الملكية الفكرية. بحسب القانون، لا بد من أن يسلّم المغني أو المنتج الذي طلب الحصول على الترخيص، ما يثبت تنازل الشعراء والملحنين المشاركين في العمل رسمياً عن حقوقهم الأدبية. وبالتالي، يمكن للرقابة بعدها السماح بطرح الألبوم، وإلا فيحق للشاعر أو الملحن اتهام الرقابة بالمشاركة في انتهاك حقوقه الفكرية. ويؤكد عواض أنّ الحجّار نفّذ ملاحظتين من أصل أربع، مشدداً على أنّ المشكلة تكمن أنّ علي الحجّار «اعتاد» على أسلوب إدارات الرقابة السابقة التي «لم تنفّذ القوانين بشكل كامل»، مقدّماً مثالاً على ذلك، بالقول: «يريد الحجّار استخدام تنازل أحد الشعراء عن كلمات أغنيته عبر البريد الإلكتروني من دون توثيقه في الشهر العقاري». وأضاف أنّه لا يمكن للرقابة أن «تتعنّت مع فنان بحجم الحجّار، لكن لا بد من الالتزام بالقانون الحالي كما حدث مع فيلم «أسرار عائلية» (الأخبار 3/12/2013) الذي رضخ صنّاعه في النهاية ونفّذوا الملاحظات حتى يسمح لهم بعرضه».
من جانبه، أكّد المغني المصري أنّ الأزمة تتلخص في «الروتين والبيروقراطية» اللتين تخيّمان على عمل جهاز الرقابة حالياً، على عكس ما كان متعارفاً عليه في السابق، لافتاً إلى أنّه «فوجئ بالمسؤولين يطلبون منه تنازلات مسجلة في الشهر العقاري» وغيرها من الطلبات التي اعتبرها «خاصة بالمنتج وحده». ورأى صاحب ألبوم «الأيام» أنّ وظيفة الرقابة تنحصر بـ«الإطلاع على الكلمات والألحان، وقياس مدى ملاءمتها، خصوصاً بعد تسلّمها تنازلات صنّاع الأغنيات مكتوبةً بخط اليد»، مضيفاً: «لكنّها رفضتها». وفيما السجال بين الطرفين ما زال مستمراً، يبقى موعد طرح الألبوم في علم الغيب!

يمكنكم متابعة محمد عبد الرحمان عبر تويتر | MhmdAbdelRahman@