الأزمة التي تحاصر الصحافة اليوميّة في لبنان، ترافقها عادة ذرائع واهية ومبررات سهلة وسطحيّة يختصرها موّال «موت الصحافة الورقيّة»، في حين أن الأزمة مهنيّة وإنتاجيّة وأخلاقيّة أساساً. الدليل على ذلك ما يُتداوَل اليوم في كواليس المهنة، عن مشاريع جديدة قيد الإعداد في مجال الصحافة المطبوعة، بعضها جنيني، وبعضها الآخر دخل حيّز التنفيذ. صباح الاثنين أول تمّوز (يوليو) 2019، يخرج إلى الأكشاك في بيروت، العدد الأوّل من «نداء الوطن» التي تملّك امتيازها رجل الأعمال اللبناني ميشال مكتّف. الجريدة التي أسّسها هنري صفير مطلع تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تتوقف عن الصدور عام 2000، تبعث إذاً في حلّة جديدة تحت إشراف رئيس التحرير بشارة شربل. الصحافي اللبناني المذكور خاض تجارب عدّة خلال العقود الماضية، وله تجارب سابقة في إطلاق الصحف، بينها «البلد» اللبنانية، و«الجريدة» الكويتية.تحت شعار «مش جريدة بس... قضية» الذي لا يخفي الالتزام السياسي للمشروع الجديد، تُطرَح «نداء الوطن» في الأسواق، في حجم «التابلويد» من 16 صفحة، وتضم أبواباً مختلفة: سياسة، منوعات، ثقافة، اقتصاد… على أن ترتفع الصفحات إلى 24 صفحة في عدد نهاية الأسبوع. ويضم الفريق مجموعة من الصحافيين والكتّاب، بينهم: وسام سعادة، ومحمد نمر، وغادة حلاوي، ونوال نصر، وعماد موسى، وجولي مراد، وشربل داغر وعيسى مخلوف ورفيق خوري وغيرهم. «لقد قررنا التزام الموعد المحدد الذي وضعناه لصدور الجريدة، ألا وهو الأول من تموز (يوليو)»، يقول بشارة شربل لـ «الأخبار». ويضيف: «سيترافق إطلاق الموقع الإلكتروني مع العدد الورقي أيضاً. لكن سرعة الموقع ومحتواه سيشهدان تطوّراً لافتاً في المرحلة المقبلة، تماشياً مع التطور الحاصل في عالم الصحافة الإلكترونية». أما الخط التحريري الذي سيحدد وجهة «نداء الوطن»، فيختصر رئيس التحرير كالآتي: «ستكون لبنانية بامتياز، تخاطب المجتمع الذي يعاني كثيراً من السلطة السياسية. تلتزم «نداء الوطن» قضايا المواطن الكثيرة والمتعددة». وحين نسأل عن التموضع السياسي للجريدة في قلب المشهد المحلي، يجيب بأنّها «جريدة سياسية ذات موقف سيادي وهوية واضحة موضوعية، وهي منحازة إلى قضية السيادة الوطنية، تقارب الأخبار والتطوّرات بدقة». وإطلاق الصحيفة ستواكبه «حملة إعلانية تبدأ بعد غد الأحد، وتعرّف بشكل أوفى عن الصحيفة ومضمونها». بعد «نداء الوطن» الوحيدة، قد يستقبل سوق الصحافة في لبنان جريدة أخرى. فقد بدأت أيضاً التحضيرات لعودة جريدة «الصفاء» التي توقفت في السبعينيات إبان الحرب الأهلية، ويقف وراءها حسب معلوماتنا، رجل الأعمال اللبناني اسكندر صفا. ومن المتوقّع أن يرأس تحريرها الإعلامي جان عزيز الذي بات الامتياز باسمه واسم عائلته.