تنكب حائكات في متحف بلفاست على وضع اللمسات الأخيرة على منسوجة ضخمة مستوحاة من مسلسل «صراع العروش» الذي شكل ظاهرة عالمية، على أن تعرض قريباً في فرنسا إلى جانب منسوجة بايو الشهيرة.صُممت المنسوجة الجديدة البالغ طولها 90 متراً، لتروي قصة المواسم الثمانية من المسلسل الفانتازي الذي تدور أحداثه المتخيّلة في العصور الوسطى وصُوّرت مشاهده في بلفاست، فيما حقق نجاحا كاسحاً في جميع أنحاء العالم وكسر الأرقام القياسية للمشاهدات.
انتهى العمل في أجزاء المنسوجة التي تمثل المواسم السبعة الأولى من المسلسل، على أن ينقل العمل إلى فرنسا فور الانتهاء من الجزء المتعلق بالموسم الثامن الذي ودّع المشاهدين في أيّار (مايو) الماضي، لعرضه إلى جانب منسوجة بايو الشهيرة التي تروي غزو إنكلترا في القرن الحادي عشر وتمتد على مساحة 70 متراً.
في هذا السياق، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المسؤولة عن حفظ الملابس والأنسجة في المتاحف الوطنية في إيرلندا الشمالية، فاليري ويلسون، قولها إنّ «المنسوجة تمثل قبل أي شيء أداة سردية ممتازة». كما كشفت أنّ طولها «يسمح بالسرد القصصي. لذا فإنها تشكّل من نواح عدة الوسيط المثالي لسرد قصة مشروع Game of Thrones».
وعلى الرغم من أنّ المنسوجة أنجزت آلياً بمعظمها، إلا أنّه تمت الاستعانة على مدى سنتين بثلاثين متطوعاً للاهتمام بالتفاصيل والألوان المختلفة التي تصوّر بدقة الأحداث المفصلية في المسلسل الذي أنتجته شبكة HBO واستند إلى قصة «أغنية الجليد والنار» للأميركي جورج آر. آر مارتين.
تتسم المنسوجة بدرجة كبيرة من الإبهار من الناحية البصرية لدرجة أن المتحف ينصح بعدم رؤيته من جانب القصّر. وعلى غرار الممثلين في المسلسل، وقّع المتطوعون على اتفاق خاص بالسرية، وصفته ويلسون في حديث إلى «فرانس برس» بأنّه «كان ضرورياً عند إطلاق المشروع ليكون هناك عنصراً جديداً يحمل طابعاً مفاجئاً».
وفي انتظار اكتمال العمل، يمكن زوار المتحف حاليا معاينة المنسوجة عن المواسم السبعة الأولى.