لم يتعلّم أحمد عزّ (1971) الدرس من زميله أحمد فاروق الفيشاوي. انطباع خرج به معظم من تابع تفاصيل الأزمة المستمرة بين الممثل المصري وزينة عقب تأكيد الأخيرة أنّ طفليها زين الدين وعز الدين هما نتاج زواج سرّي ربطها ببطل «365 يوم سعادة» (الأخبار 24/1/2014). عندما بدأت الأزمة الشهيرة التي تعرّض لها أحمد الفيشاوي مع مهندسة الديكور هند الحناوي عام 2004، كان أحمد عزّ في بداية مشواره الفني. لكن يبدو أن عزّ لم يتابع الأزمة حتى نهايتها.
يومها، اضطر الفيشاوي إلى الرضوخ لحكم المحكمة والاعتراف بأنّ علاقة جمعته فعلاً بوالدة طفلته الوحيدة لينا. كان ممكناً أن تمرّ الأزمة بهدوء لو اتفق الفيشاوي والحناوي على التخلّص سرّاً من الجنين، أو الاعتراف بالزواج والانفصال بعد ذلك لو أرادا. لكن عناد الفيشاوي وأسرته ورفضهما الاعتراف بالحمل حوّلا القضية إلى حديث المصريين الذين تابعوا تفاصيل ولادة لينا الفيشاوي لحظة بلحظة. اليوم، الوضع مختلف مع أحمد وزينة بسبب انشغال المصريين بمن سيكون رئيسهم المقبل. لكن هذا لا يمنع اهتمام الوسط الفني ومعجبات عزّ تحديداً بالقضية. معظم جمهور النجم الوسيم هو من النساء، وكلهنّ مصدومات بموقفه وطريقة تعاطيه مع القضية. إنّه العناد يتكرّر مرة أخرى. كان ممكناً حلّ الأزمة بهدوء، لكن عزّ قرّر سلوك الطريق الوعر الذي سار فيه الفيشاوي من قبل.
وكانت إطلالة عزّ السبت الماضي ضمن برنامج «بوضوح» الذي يقدمه عمرو الليثي على قناة «الحياة» قد زادت الطين بلّة. الحوار كان مسَجّلاً من موقع تصوير مسلسله «اكسلانس» (تأليف أيمن سلامة، وإخراج ساندرا نشأت)، فلماذا لم يذهب عز إلى الاستديو ويتحدّث على الهواء مباشرة؟ سؤال يعرف الجميع إجابته. هناك خوف حقيقي من المواجهة. الحوار تركّز على اهتماماته الشخصية والدينية، وكان هدفه واضحاً: نفي اتهام الزواج السريّ وإيهام المشاهد بأنّ زينة تريد نسب طفلين إليه من أجل الشهرة أو لأيّ سبب آخر. لكن جمهور عزّ، وخصوصاً الفتيات، لم يعد يهمّه ما إذا كانت العلاقة زواجاً سرياً أو غير ذلك. بالنسبة إلى الفتيات، فإنّ القضية اتخذت منحى آخر يندرج ضمن مسلسل «النذالة الذكورية» المستمرّ الذي بدا أن عزّ يكتب حلقة جديدة فيه. وهو ما تأكّد من تصريحه في «بوضوح»: «عندي حاجات كثيرة ممكن أتكلم فيها، لكن رجولتي تمنعني من الخوض في عرض واحدة وأهلها. لذلك اسمح لي بأن أكتفي بالقول إنّ الأمر أمام القضاء في الوقت الحالي».
إذاً، قرّر عزّ عدم التشهير بالخصم، رغم أنه اختار المحامي مرتضى منصور المعروف بتخصصه في التشهير بخصومه. في الجهة المقابلة، بدت زينة أكثر ثقة بموقفها. لا تتمتع الممثلة بجماهيرية كبيرة، وعلاقاتها بالصحافة وربما الوسط الفني ليست جيدة أيضاً، لكنها تمثل الآن الحلقة الأضعف التي يتضامن معها الجميع. دلّت زينة على قوة موقفها بامتناعها عن إجراء أي حوارات صحافية حول طبيعة العلاقة. ويرى بعض المقربين منها أنّ تلك المرحلة قد تأتي لو استمرّ عناد الممثل. وحسب موقع «في الفن» المصري، طلبت زينة الشرطة قبل أيام بسبب محاولة بعض الصحافيين اقتحام منزلها للحصول على تصريحات. بطلة مسلسل «ليالي» فاجأت الجميع بحضور عزاء فريد المرشدي حفيد فريد شوقي، أوّل من أمس، وحظيت بترحيب النجمات الحاضرات، ولم تخش الكاميرات. رسالة أخرى من زينة تؤكّد قدرتها على مواصلة المعركة التي نجحت فيها بهزّ صورة صاحب «الرهينة» أمام جمهوره. بات عزّ مضطراً للانتظار حتى رمضان ليتأكّد من مدى قدرة المشاهد على متابعة مسلسله الجديد رغم القضية. حسب التجارب التي مرّ بها نجوم آخرون، فإن الجمهور لا ينسى بسهولة، وقد يغفر لنجم زلاته السياسية خلال «ثورة يناير»، لكنه لن يغفر بسهولة ما يعتبره «إنكاراً من النجم لزوجته وولديه».

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman