محمد عساف في بعلبك: ليلة عبد الحليم

  • 0
  • ض
  • ض
محمد عساف في بعلبك: ليلة عبد الحليم

أول من أمس، كان المايسترو المصري هشام جبر، قبطان رحلة فنية انطلقت من مسرح «مهرجانات بعلبك الدولية» لتحطّ في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ضمن «ليلة مع عبد الحليم»، استعاد الحضور صوراً ومشاهد للفنان الراحل عبد الحليم حافظ (1922 ــ 1977) بصوت ثلاثة مغنين، هم: الفلسطيني محمد عساف والمصريان نهى حافظ ومحمد شوقي. كانت الأمسية امتحاناً لمحمد عساف الذي كان موضع تشكيك في قدرته على تقديم أغنيات العندليب الأسمر، بحكم خبرته المتواضعة. لكنّ نجم برنامج «أراب آيدول» (mbc) نجح في الامتحان، بعدما برهن عن قدراته الغنائية على المسرح الروماني بأداء مُحكَم ودقيق. مع ذلك، أجمع الحضور على أن السهرة بدأت عندما انتهت، إذ كان مسك ختامها أغنية «جانا الهوا» التي أخرجت الجمهور عن طوعه، فراح ينافس عساف في الغناء، ويلوّح بالكوفية في الهواء. عند الانتهاء من الأغنية، تعالت أصوات من المدرجات: «برافو عساف». هنا ظنّ الحضور أن الحفلة لن تكون «بخيلة» فنياً، لتكون المفاجأة بانتهائها فور اختتام «جانا الهوا». توقف الجمهور دقائق ظناً منه أن الحفلة ستتواصل، لكن يد جبر لم تأذن لأيّ بداية، فيما ظل الجمهور على عطشه، يطالب عساف بأغنية «قارئة الفنجان» من دون نتيجة. لم يُقدّم القائمون على المهرجان أيّ توضيح بشأن انتهاء الحفلة بهذه السرعة (ساعة ونصف ساعة تقريباً مع استراحة قصيرة). لكن الأكيد أن «العتب» كان على قدر المحبة التي يكنّها الجمهور لعساف. بالعودة إلى السهرة، فقد كانت توليفة بين أغنيات حليم وفيديوات مرافقة للأغنيات الحيّة (إعداد المفهوم البصري العام من توقيع المخرج المصري أمير رمسيس). كل أغنية، كان يمهّد لها مقطع من الأفلام التي لعب بطولتها عبد الحليم إلى جانب أيقونات الشاشة العربية. مشاهد عاطفية وقُبلات تبادلها عبد الحليم مع بطلات الزمن الذهبي زيّنت أحجار مدرّج باخوس الذي فتح ذراعيه لتلك الغراميات المرحة. لم يكن عسّاف وحده النجم، بل جبر الذي بدا في قمة التواضع. فور الانتهاء من كل أغنية، كان يلقي التحية الحارة على المغني بجانبه، علماً أنّ جبر حضر في «مهرجانات بعلبك» العام الماضي ضمن ليلة خصّصت لأم كلثوم مع المصريتين مروة ناجي ومي فاروق. الثنائي استعاد أيقونات «كوكب الشرق» بقيادة جبر، لتكون الحفلة كلثومية بامتياز. هكذا، كرر جبر تجربته مع «بعلبك»، وأضاف لمسته الخاصة بقيادة أوركسترا فلهارمونية رومانية ضخمة تضمّ 70 عازفاً، بالتعاون مع «الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية». بالطبع، لم ينسَ القائمون على الحفلة توجيه تحية إلى بعلبك عبر استعادة لقطات من فيلم «أبي فوق الشجرة» (1969)، حيث أدّى الراحل أغنيته الخالدة «جانا الهوا» تحت أعمدة القلعة. هكذا، غنّى الثلاثي باقة من أرشيف عبد الحليم، من بينها: «جبّار»، و«لست قلبي»، «توبة» و«بلاش عتاب»، و«نعم يا حبيب»، و«حبّك نار»...».

0 تعليق

التعليقات