خطوة جريئة أقدمت عليها الكاتبة كلود صليبا حين نشرت أخيراً على صفحتها الفايسبوكية فيديو تُسجّل فيه اعتراضها على التغييرات الجذرية التي جرت على مسلسلها «حبيب ميرا» (الاثنين والثلاثاء 20:45 على mtv). بدت صاحبة فيلم Bebe متوترة في كلمتها المصورة التي تبرّأت فيها من طريقة تنفيذ نصها وتحوله عن مساره من دون الرجوع إليها، كأنها مشاهِدة لا كاتبة النص.
لم تعزِّ صليبا نفسها بنسبة المشاهدة الجيدة التي يحققها العمل، بل تحدثت عن إلغاء مشاهد وبتر أخرى، معتبرة أنّها «أثّرت سلباً على مضمون القصة ومعالجة الفكرة وبناء الشخصيات». وأسفت لأنّ المشاهد العادي يعتقد بأن النص كُتب أساساً بطريقة تستخف بعقله. ولم توجّه صليبا كلامها مباشرة إلى المخرج سيف شيخ نجيب، الذي يفترض أنّه المسؤول عن الحذف. وإذا كان المخرج هو كاتباً ثانياً لأي عمل درامي، يبيّن فيه رؤيته الخاصة، إلا أنّه يفترض به تعديل النص بالتنسيق مع الكاتب. وفي حالة نجيب، فإنّ اعتراض صليبا ليس الأول، فقد شنت الكاتبتان السوريتان رانيا بيطار ونور شيشكلي هجوماً عليه سابقاً، بعدما اتهمته الأولى بنسف الحلقتين الأخيرتين من مسلسلها «الصندوق الأسود» وتغيير نهاية الأحداث، بينما تبرأت الثانية من الجزء الرابع من «صبايا» الذي أخرجه نجيب، لأنها لاحظت فرقاً كبيراً بين ما كتبته على الورق، والصورة التي ظهر بها. تحرص صليبا على عدم توجيه اتهام لأحد. توضح لـ«الأخبار»: «لَفَتُّ نظر المنتج مروان حداد إلى إلغاء مشاهد مهمة، حين تابعت الحلقة الأولى، وأبلغت المخرج ضرورة إعادة تصوير بعض المشاهد، لكن الأمر لم يحدث». وتعتبر أنّ بتر العمل بدأ منذ المشهد الأول في الحلقة الأولى، حين دخلت داليدا (داليدا خليل) متجراً، وسرقت ما سرقت وخرجت من دون أن يكشفها جهاز الإنذار، خلافاً لما كتب في النص. وتؤكد صليبا رفضها الكتابة عن موضوع حساس من دون استشارة اختصاصيين وأطباء نفسيين، «لأن العمل وإن كان كوميدياً، يجب أن يوجه بطريقة مدروسة». وتعتبر أنّ التغيير أفرغ المضمون والشخصيات معاً. وطالبت بتوضيح مقنع، «لأعرف مَن أقدم على حذف 80% من الأحداث». لا تخفي صليبا رغبتها في نشر النص الأصلي من مسلسلها عبر الإنترنت «حرصاً على صدقيّتي، لكن لا يحق لي ذلك قانوناً لأن النص هو ملك شركة «مروى غروب» والمنتج مروان حداد». وتضيف «لا أحكم على الناحية الفنية للعمل، بل أتكلم عن المضمون، لذا بررت موقفي واعتذرت، ولو كنت أعتذر فعلياً عن غيري».
وعما يقال بأنّ العمل يشجّع الأطفال بطريقة غير مباشرة على السرقة، تجيب أنّ «المسلسل ليس عائلياً، فهو يتكلم عن سرقة وفساد وقصص حب، وبالتالي لا يفترض بالأولاد متابعته، وهذه مسؤولية الأهل، كما أن mtv تعرضه بعد الأخبار المسائية، ما يعني أنها حددت سلفاً الجمهور الذي يتوجه له». بصرف النظر عن أن «حبيب ميرا» يحقق إقبالاً جيداً، فإنّ نسبة المشاهدة العالية ليست معيار تميز عمل وجودة مضمونه، بل محاولة من الجمهور لملء أوقات الفراغ بأي شيء، ولو كان سطحياً وساذجاً... فهل يستدرك المخرج خطأه، وخصوصاً أنّ تصوير المسلسل لا يزال مستمراً؟



«حبيب ميرا»: كل اثنين وثلاثاء 20:45 على mtv