بتنظيم من السفارة الإسبانية في لبنان و«معهد سرفانتس»، تنطلق مساء اليوم الدورة العاشرة من «مهرجان السينما الإيبيرو – أميركية» في بيروت. بمشاركة سفارات سبع دول ناطقة بالإسبانية (تشيلي، وكولومبيا، وكوبا، والمكسيك، والأوروغواي، وقنصلية البيرو) إلى جانب البرازيل، سنكون بين 14 و20 من الشهر الجاري على موعد مع رحلةٍ فنية في عوالم السينما الإسبانية والأميركية الجنوبية. تقدّم هذه الدورة الجديدة تسعة أفلام روائية طويلة، ناطقة بالإسبانية أو البرتغالية (تعرض كلّها مصحوبة بترجمة إلى الإنكليزية). تطغى على الشرائط بشكل لافت قضية اجتماعية واحدة، هي التفكّك الأسري. من زوايا عدة، سنكون أمام قصص الوحدة والتشظّي والانفصال بين أفراد العائلة الواحدة كما في فيلم Las hijas de Abril و Mamá و No sé decir adiós. همٌّ معاصر يضع منظومة العائلة تحت المجهر ويسائل نجاحها وقوتها كوحدة اجتماعية ويُبرز اشتباكها مع الفرد ومفهوم الفردية، في عالم ما بعد انهيار المنظومات الكبرى والتي يبدو أن انهيارها لم يقدّم حلاً جذرياً للفرد ولا خلاصاً له. وانطلاقاً من هذه الثيمة، تعرّج الدورة العاشرة من المهرجان الذي تحتضنه سينما «متروبوليس أمبير صوفيل»، على النقد السياسي أيضاً، كما في Bacurau حيث نشاهد استحضار ديستوبيا مستوحاة من مواقع الفقر والفساد في البرازيل، وفي Cuba Libre مع السخرية من نظام فيديل كاسترو. دورة غنيّة وحافلة بالمفاجآت مع تحف سينمائية، بينها ما حظي بجوائز مهمة، مثل جائزة تظاهرة «نظرة ما» للفيلم المكسيكي «ابنة أبريل» في «مهرجان كان» عام 2017.
* «مهرجان السينما الإيبيرو – أميركية»: بدءاً من اليوم حتى 20 تشرين الأول (أكتوبر) ـ سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080

Las hijas de Abril
اليوم – 20:00


الفيلم المكسيكي الذي تظهر صورةً منه على ملصق المهرجان (جائزة لجنة تحكيم فئة «نظرة ما» في «مهرجان كان السينمائي» عام ٢٠١٧)، لعلّه أكثر عمل منتظر في هذه الدورة. الشريط (103 د) الذي أخرجه ميشال فرانكو يغوص في عوالم العلاقات السامّة داخل نطاق العائلة، حيث سنكون أمام فاليريا (آنا فاليريا بيسيريل)، ذات السبعة عشر عاماً التي تنتظر مولوداً من صديقها. تختار المراهقة التي تقيم في بويرتو فالارتا مع كلارا (جوانا لاريكوي) نصف شقيقتها، ألّا تخبر والدتها  أبريل (إيما سواريز) بأمر حملها. لكن أبريل التي كانت غائبة لوقت طويل تعلم بعدما قرّرت كلارا التي تعاني من الاكتئاب الاتصال بها بسبب الشروط الصعبة التي تحيط بمسؤولية الإنجاب. حين تصل أبريل لملاقاة ابنتها، ندرك سريعاً لماذا أرادت فاليريا تجنبها، إذ سرعان ما تكشف الوالدة عن وجهها المتلاعب، فنراها في مواقف عدة وقد تحول اهتمامها إلى سلوك وحشي. في مناخٍ من العاطفية العالية، سنختبر في فيلم فرانكو الذي تجري أحداثه تحت شمس المكسيك، تحوّل في مصائر الشخصيات ضمن دراما عائلية تقارب قضية اجتماعية آخذة في الاتّساع في المكسيك.

Las acacias
15/10 ــــ س: 20:00


الفيلم الذي ينتمي إلى «أفلام الطريق» (Road movies) نال عام 2011 جائزة الكاميرا الذهبية في «مهرجان كان السينمائي». ينقلنا المخرج بابلو جيورجيللي في الشريط (110 د) إلى الطريق الواصلة بين أسونسيون، أكبر مدن الباراغواي وبين العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، في رحلةٍ يتشاركها سائق شاحنة أرجنتيني في منتصف العمر، روبن (جيرمان دي سيلفا)، وجاسينتا (هيبي دوارتي). الأخيرة من الباراغواي يصطحبها روبن ثم يفاجأ بابنتها ذات الخمسة أشهر معهما في الرحلة. في مناخٍ من الصمت المتكرر، الارتباك، الوحدة والحيرة، سنكون أمام قصةٍ غامضة تولد بين الثنائي في المسافة بين البلدين حيث تشهد العلاقة الثنائية تصعيداً غير مرئي في أحيان كثيرة.

Calzones rotos, revancha de mujeres
16/10 ــ 20:00


في مزرعةٍ تسكنها النساء فقط، تتركنا الوفاة الوشيكة للأم أمام انكشاف أسرارٍ سوف تقلب حياة الأسرة رأساً على عقب. يعود طيف رجلين قُتلا في الماضي ليعكّر حياة نساء العائلة ويجبرهنّ على الاجتماع مجدداً. أحداث الشريط (101 د) الذي أخرجه أرنالدو فالسيتشي، تجري في خمسينيات القرن العشرين في مناخ من الدراما والكوميديا وهي مبنية على قصة للكاتب التشيلي جيمي هايغل.

Mamá
17/10 ـــ 20:00


في الفيلم الذي أخرجه فيليب فان هيسنهوفن، تتلقى فيكتوريا زيارة غير متوقّعة من ابنتها سارة التي لم تتواصل معها منذ مدة. تطلب سارة من والدتها أن تعتني بابنتها نيكول ذات السبع سنوات لبضعة أيام. طلبٌ كفيل بقلب حياة فيكتوريا وتغيير روتينها، هي التي طالما استمتعت بحياة الوحدة. شيئاً فشيئاً، نشهد في الشريط (80 د) تحوّلاً في المشاعر بين المرأتين، فنرى سارة تكسب حبّ والدتها مجدداً. في خلفيةٍ ريفية هادئة حيث تقطن الجدة، سنكون أمام حدث طارئ وأخبار غير متوقعة، تُعيد سارة إلى المنزل حيث تتم المصالحة بين البطلتين.

 Bacurau
18/10 ـــ 20:00


تدور أحداث الفيلم البرازيلي الحائز جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان» ٢٠١٩ في المستقبل القريب، في قرية Bacurau المفترضة في عمق الريف. تقع القرية تحت سيطرة «قوة غامضة»، يبدأ ذلك مع وصول تيريزا (باربرا كولن) لحضور جنازة جدتها. لاحظت تيريزا أن القرية في حالة يرثى لها، حيث أن الاحتياجات الأساسية غير مؤمنة، مثل المياه والاتصالات وغيرها. مؤشرات ديستوبيا تحوم فوق القرية البرازيلية التي سرعان ما يتّضح أن الحكومة الفاسدة قد تخلّت عنها تماماً. ويتعرض سكان القرية التي نكتشف أنها مُسحت عن الخريطة أيضاً، إلى هجوم يدفعهم إلى الانتظام في صفوف مقاومة. في الشريط (132 د) الذي أخرجه كليبير مندونسا فيلو وجوليانو دورنيليس سنكون أمام إحالات ثقافية وسياسية كثيرة وانتقادات غير مباشرة للسياسات البرازيلية. فالقرية المتخيّلة ليست بعيدة عن الواقع، فهناك قرى شبيهة في البرازيل تعاني ما تعانيه قرية الفيلم، والمستقبل القريب التي تجري فيه أحداث العمل، حاضرٌ بالفعل في تلك المناطق، حيث الخدمات الأساسية شبه منعدمة، مقابل ازدهار مدن أخرى.


Selkirk
19/10 ــ 18:00


سيكون الجمهور اليافع ومحبّو سينما التحريك على موعد في المهرجان مع الفيلم الأوروغوياني الذي يعرّفنا إلى القرصان «سيلكيرك»، الأناني المتمرّد، سيد سفينة «إسبيرنزا» الأميركية الباحثة عن الكنوز في بحار الجنوب. سنرى في الشريط (80 د) الذي أخرجه والتر تورنييه كيف يتخلّى عنه الكابتن «بولوك» في جزيرة غير مأهولة، يكتشف نظرة جديدة إلى العالم ويتعلّم سبل البقاء على قيد الحياة وحده، ليصبح «روبنسون كروزو» الفعلي.


Cuba Libre
19/10 ــ 20:00


فيلم روائي طويل من الدراما التاريخية والخيال الكوبي، من إنتاج المخرج خورخي لويس سانشيز في عام 2015. يروي القصة التي شوهدت من خلال براءة طفلين كوبيين صموئيل وسيمون اللذان عاشا في عام 1898 اللحظات التي تصرف فيها الأمريكيون كجيش احتلال بعد هزيمة إسبانيا.

Climas
20/10 ــ 18:00


ثلاث نساء من أعمار وأصول مختلفة يتعاملن مع الحياة في ثلاث مناطق من البيرو. إيفا فتاة صغيرة تختبر صحوة جنسية من خلال علاقة محرمة تعيشها مع عمها. فيكتوريا، سيدة غنية من ليما، تعاني من ثقل سرّ رهيب جعل حياتها حزينة تماماً مثل المدينة التي تحيط بها. زوريدا، فلاحة أكبر سناً، تواجه أسوأ مخاوفها من العودة غير المتوقعة لابنها المُبعد. في الشريط الذي أخرجته إنريكا بيريز (84 د)، سنكون على موعد مع ثلاث قصص غير مترابطة، عن ثلاث نساء انطوائيات في مناخٍ من الاستكشاف ومع خلفية لدولة ومجتمع مجزّأين.

No sé decir adiós
20/10 ــ 20:00


في الشريط الذي أخرجه لينو إسكاليرا (96 د)، تتلقى كارلا اتصالاً من المدينة الصغيرة التي نشأت فيها في جنوب إسبانيا. والدها، الذي لم تتكلم معه لسنوات، مريض جداً. ترفض كارلا مواجهة الأمر، وتقرر بعكس آراء الجميع، أن تأخذه إلى برشلونة، حيث يستطيعون إنقاذه برأيها. يسافر الاثنان من الجنوب إلى الشمال في سباق يائس لسرقة الوقت من المرض والموت، وفي محاولةٍ لتعويض الوقت الضائع.