عبد الفتاح بن حمودة [ايكاروس]*بعد قرن من مجيء أبي القاسم الشّابّي، تحقّقت النبوءة الشّعريّة وتحوّلت من حُلم شعريّ وإنسانيّ وكونيّ إلى واقع وممارسة، من خلال بيت بسيط وعميق: «إذا الشّعب يوما أراد الحياة/ فلا بدّ أن يستجيب القدر».
إنّ الشّعب اللّبناني العظيم يقدّم اليوم درساً حضاريّاً مجيداً للعالم ولشعوب العالم. فكلّ شعب قام بثورة في تاريخه يدخل التّاريخ بالضّرورة ليصبح من العالم الحرّ.
لن أنسى أبداً أن الفينيقيّين أجدادي الذين قدموا من «صُور» و«صيدا» وبنوا قرطاج.. وأنّ هذه الثّورة اللّبنانيّة أعادت إليّ المجْدَ، فحمحمت خيول أجدادي البرابرة والفينيقيّين في دمي، ومنحتني مجداً آخر بتحقيق حلم شقيق شاعر بعد قرن تقريباً من إنجاز كتابه «أغاني الحياة».
لبنان: شجرة الأرز وفيروز (سفيرتنا إلى النّجوم كما قال الرّوائي العظيم حنّا مينا) وبسّام حجّار وأنسي الحاج ووديع سعادة وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وبشارة الخوري وخليل حاوي ومارسيل خليفة... بيروت نجمتنا الأخيرة كما قال الشّاعر محمود درويش.
إنّ بلداً عظيماً قدّم سفراءَ مثل الذين ذكرت (وغيرهم كثير) هو بلد جدير بالمحبّة والاحترام. وحلمي الوحيد هو هبوب ثورات أخرى تعصف بالملوك والسّلاطين والأمراء.

(1) أغنية لفيروز وحّدت الشعب اللبناني وأنقذته من حرب أهليّة طويلة.

* شاعر من تونس