بغداد| في مبادرة تتكرّر للعام الثاني على التوالي، ينطلق صباح اليوم الخميس مهرجان صحيفة «طريق الشعب» في دورته الثانية، ويمرّ بحدائق شارع «أبو نؤاس»، وقرب نصب «شهريار وشهرزاد» بمشاركة عدد واسع من الصحف والمجلات العراقيّة التي تصدر داخل البلاد.يضمّ المهرجان، الذي يستمرّ يومين، إقامة أكشاك للصحف العراقيّة المشاركة، وعقد ندوتين عن دور صحيفة «طريق الشعب» ومجلّة «الثقافة الجديدة»، وندوة أخرى عن حريّة التعبير، مع استضافة شخصيات صحافيّة وفنيّة ومهنيّة، ترافقها حفلات تحييها فرق فنيّة منها «سومريون»، و«طوزخورماتو»، و«الفنون الشعبيّة»، والفنّان حسن بريسم، فضلاً عن قراءات شعريّة. وعلى هامش المهرجان، ستقام معارض ثلاثة للكتاب والكاريكاتور والفوتوغرافيا، مع توزيع جوائز باسم «شمران الياسري» للصحافة، و«كامل شياع» للتنوير، و«هادي المهدي» لحريّة التعبير. يذكر القائمون على المهرجان أنّه من خلال هذه المبادرة، تسعى «طريق الشعب» إلى الانضمام إلى عائلة الصحف العديدة في بلدان أوروبا والأميركتين وقارات أخرى «ممن جعلت تنظيم المهرجانات تقليداً تمارسه كلّ سنة، في أيّام محدّدة من ربيعها أو خريفها».

تأسست «طريق الشعب» (صحيفة الحزب الشيوعي العراقي) في ستينيات القرن الماضي بصورة سريّة، بعد إغلاق صحيفة «اتحاد الشعب» العلنيّة عام 1961. في أواسط أيلول (سبتمبر) 1973، ظهرت «طريق الشعب» للمرة الأولى بصورة علنيّة. مع اشتداد الحملة على الشيوعيّين من قبل نظام البعث، توقفت الصحيفة عن الصدور في أواخر السبعينيات، لتعود إلى بغداد بعد الاجتياح الأميركي عام 2003 وإسقاط نظام صدّام. والمعروف أنّ الصحافي والكاتب الساخر شمران الياسري الملقّب بـ«أبو كاطع» (اسمه الحقيقي شمران يوسف محسن الياسري) ولد عام 1926 في قرية «محيرجة» المسماة حالياً ناحية الموفقية (جنوب غرب محافظة الكوت)، وتوفي في 17 آب (أغسطس) عام 1981 في حادث سير في براغ مدبّر من قبل المخابرات العراقيّة آنذاك، ودفن في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينيّة في بيروت.
أما الباحث العراقي كامل شياع، فقد اغتيل في 23 آب (أغسطس) 2008 في بغداد عن عمر ناهز الـ 54 عاماً، وكان ضمن عدد قليل من المثقفين العراقيين البارزين الذين قرّروا العودة إلى بلدهم بعد الاجتياح الأميركي، على أمل الاحتكام للعقلانية في مواجهة الفوضى السياسية والفكرية والاجتماعية التي يمرّ بها العراق والمنطقة بشكل عام. شغل الراحل منصب المستشار في وزارة الثقافة العراقية، وعمل مع أربعة وزراء تعاقبوا على حقيبتها. وأخيراً، هناك المخرج والممثل المسرحي هادي المهدي الذي عاد إلى العراق من الدنمارك بعد الاجتياح الأميركي أيضاً، وعرف بنشاطه في قيادة التظاهرات الاحتجاجيّة عام 2011 في ساحة التحرير وسط بغداد. اغتيل في منزله بمسدس كاتم للصوت بتاريخ 8 أيلول (سبتمبر) 2011 بعدما أخرج عدداً من الأعمال المسرحية، أهمّها «هاملت تحت نصب الحريّة».