لم تحظ قضية تحرير الراهبات الـ 13 مع مساعداتهن الثلاث بالاهتمام الكافي من قبل وسائل الإعلام، ولا سيّما الفضائية. على مدى ساعات من انتظار خروجهن من مكان احتجازهن في يبرود السورية، اكتفت هذه الفضائيات بقطع بسيط للبرمجة وبث رسائل مراسليها الموجودين في جديدة يابوس، المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا.
أول من أمس، طوي ملف إنساني عمره أكثر من ثلاثة أشهر، فخرجت المعتقلات من أسرهن بعد عملية حبس للأنفاس دامت أكثر من تسع ساعات، تخللها الكثير من الشائعات وتضارب المعلومات بين تعثر وفشل العملية وبين استكمالها، رغم الصعوبات المحيطة بها. حتى إنّ قناة واحدة كانت تبثّ معلومات متناقضة في غضون ثوان، فأربكت الجسم الإعلامي والشعبي.
قناة «الجزيرة» التي اشتهرت بتفردها ببث فيديوات تظهر الراهبات وهن يتحدثن الى الكاميرا مسلوبات الإرادة والكلام، احتفت ـــ لحظة إعلان الخبر ـــ بأهمية الوساطة القطرية في إنجاح هذه العملية. ولم تخف بهجتها أيضاً بتصريح رئيسة «دير مار تقلا» في معلولا الراهبة بيلاجيا سيّاف بأنّ «معاملة الخاطفين من «جبهة النصرة» كانت جيدة». جبهة «النصرة» التي سمتها القناة القطرية بوصفها الجهة الخاطفة تحفظت عن ذكرها «العربية» واستبدلتها بعبارة «المجموعة المسلّحة». كما ركزت المحطة السعودية على ما أورده «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنّ «الصفقة تضمنت إطلاق سراح حوالى 150 امرأة معتقلة لدى النظام السوري».
من ضمن ما أحيط بعملية الإطلاق وأسبابه هو التطويق الذي أحكمه الجيش السوري في منطقة القلمون وشعور المسلحين بدنوّ «أجلهم». هذا ما استشفّته «فرانس 24» التي أوردت أنّ «الإفراج عن الراهبات تم عن طريق عرسال المقابلة لمدينة يبرود السورية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون والتي تشنّ القوات السورية حملة عسكرية لتطويقها بدعم من «حزب الله»».
وكما دأبت طوال تغطيتها للأحداث المماثلة، أفردت «الميادين» مساحة لهذا الحدث ووزعت مراسليها على منطقتي اللبوة وجديدة يابوس، مركزةً على نفي المعلومات المتحدثة عن تسليم «حزب الله» عناصر قطرية كانت في سوريا الى مدير الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي.
محلياً، برز الاهتمام أقوى بمتابعة هذا الملف الى خواتيمه. استهلت القنوات نشرات أخبارها المسائية بهذا الحدث، مشرّحة إياه تبعاً لسياستها. مثلاً، اتسمت مقدمة نشرة أخبار «المنار» بلهجة حادة تجاه الخاطفين وسألت: «هل آن أوان زوال المسلحين من آخر معاقلهم في القلمون؟ هل تحسس هؤلاء رؤوسهم فسارعوا الى إتمام صفقاتهم؟». أما «الجديد» فكان تصويبها على مكان احتجاز الراهبات «من بوابة لبنان يتحرر الرهبان»، آملة تحرير مطراني حلب المخطوفين لدى جبهة «النصرة» قريباً. والبارز هذه المرة هو دخول «تلفزيون لبنان» على خط التغطية والمواكبة. وقع التلفزيون الرسمي في المعلومات المتضاربة، فكان من أوائل مَن أعلنوا «تعثر» عملية الإطلاق، ليورد بعد ذلك تصريحاً للواء عباس ابراهيم قال فيه إنّ «عملية التحرير ستجرى رغم صعوبة التفاوض في اللحظات الأخيرة».

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab