فنانون لبنانيون حيّرهم... «العنف الثوري»

  • 0
  • ض
  • ض
فنانون لبنانيون حيّرهم... «العنف الثوري»
أثارت صورة يوسف الخال جدلاً واسعاً على السوشال ميديا

كما حال المحتجين وبقية مكوّنات الشعب اللبناني، وتفاعلهم مع الحراك الشعبي المستمر منذ ثلاثة أشهر، كذلك هي حال الفنانين حيال التطورات التي يشهدها الميدان. مع بدء التظاهرات الاحتجاجية في المناطق اللبنانية، انخرط عدد كبير من أهل الفن في المسيرات وشكلوا وجوهاً أساسية من الحراك، وراحوا يعلنون مواقفهم. علماً أن غالبيتهم لم تتعاطَ قبلاً في الشأن السياسي. هكذا ازدحم تطبيق «انستغرام» بالصور والأعلام وألوان «الثورة»، وبدا أشبه بكرنفال، إلى أن خفت عدد من الأصوات، مع دخول التظاهرات شهرها الثالث. الأسباب عديدة أغلبيتها تعود إلى الانشغالات بالتصوير والتمثيل والمشاركة في البرامج الترفيهية، كنادين نسيب نجيم التي انتقلت من المشاركة في «الثورة» إلى الاهتمام بأعمالها المقبلة على الشاشة، بخلاف سميتها نادين ويلسون نجيم التي ما زالت منخرطة في الحراك على طريقتها الخاصة. ملكة جمال لبنان لعام 2007، كانت لها مواقف مما حصل أخيراً في الشارع، لا سيما في «وسط بيروت»، إذ وصفت ما يحدث بـ«الشغب». نقطة يمكن الانطلاق منها، لنرى فرزاً جديداً في صفوف هؤلاء، يتمثل أحياناً في النأي بالنفس، كما حصل مع غالبية الأصوات التي حضرت بقوة في الأسابيع الأولى للانتفاضة اللبنانية. فرز تظهّر أكثر مع الأحداث الأخيرة التي طغت على المشهد الاحتجاجي الميداني (أحداث الحمرا، ثكنة الحلو، ووسط بيروت)، وسط انقسام «فني» حاصل حول ما إذا كان ما حدث يصنّف «شغباً» أم لا. لعل أليسا من بين قلة قليلة، كانت ثابتة على موقفها منذ بداية الحراك، وظلت داعمة لجميع التحركات في الشارع وإن اختلفت أشكالها.

عاصي الحلاني شدّد على أهمية «الابتعاد عن أعمال الشغب والتكسير»

هذا بخلاف زميلها عاصي الحلاني، الذي أدلى يوم السبت الماضي، بتصريح لموقع «العربية نت»، قال فيه إن «الانتفاضة حق مشروع» لكنه لفت في الوقت عينه إلى خطورة تحوّل «الثورة ضد عامة الشعب»، وشدّد على أهمية «الابتعاد عن أعمال الشغب والتكسير». مقابل ذلك، برز موقف معلن من الممثل يوسف الخال، المعروف بمواقفه السياسية الواضحة. الخال أثار الجدل أخيراً حين نشر صورة له حيث يحمل سلاحاً، وإلى جانبه مجموعة أسلحة أخرى، وهي على ما يبدو مأخوذة من كواليس تصوير أحد الأعمال الدرامية (علامات الديكور واللباس والمكان). وقد تصدّرت الصورة عبارة «سلمية» في سياق ساخر لمفهوم «السلمية» في التحركات الشعبية الاحتجاجية. سخرية بطبيعة الحال، تؤيد بطريقة غير مباشرة، التظاهرات الأخيرة في بيروت، التي حملت طابعاً عنفياً مختلفاً وأفرزت بعدها أصواتاً انقسمت بين تأييد ورفض لأعمال «شغب» أو تحركات محقة لشعب جائع قرّر التصعيد.

0 تعليق

التعليقات