لم يكن مناسباً دخول وزيرة الإعلام الجديدة الدكتورة منال عبد الصمد مكتبها، في اليوم نفسه الذي طُلب إلى التحقيق مدير عام سابق لتلفزيون لبنان هو طلال مقدسي واثنان من الموظفين لمتابعة دعوى هدر مال عام.لم يكن مناسباً لأنه كان من المفترض أن تدخل الوزيرة وزارتها وأبرز مؤسسة تابعة للوزارة: تلفزيون لبنان في أحسن حال لا في أسوأ حال. لكن هذا هو الواقع المرير. ذلك أن حالة تلفزيون لبنان نادرة جداً: «تصريف أعمال» منذ سبع سنوات... وتصريف أعمال يعني عدم إنتاج برامج جديدة ولا مسلسلات، وإبقاء كل شيء على ما هو. والسبب عدم وجود مجلس إدارة، وعدم وجود مجلس إدارة كان ولا يزال بسبب خلافات سياسية ضيّقة، حزبيّة. إذ ليس جديداً القول إنّ الوزيرين جبران باسيل وملحم رياشي مثلاً خاضا أصعب «كباش» من نوعه على مدى ثلاث سنوات تقريباً وكل منهما كان يصرّ على أنه الجدير بتعيين رئيس مجلس الإدارة...
ومضت الأيام وتغيّرت الحكومات والتلفزيون الرسمي عانى ويعاني إلى الحدّ الذي لم يعد يحتمل، وكلما كان يقترب تعيين مجلس الإدارة من الحكومة، كانت ظروف مستجدّة تطيح به وتعيده إلى حال الانتظار والمراوحة...
الآن... أمام الوزيرة منال عبد الصمد هذا التلفزيون: لا إدارة مركزية تضع خطط تطوير وبرامج جديدة، والمبنى يحتاج إلى ترميم داخلي وصولاً إلى الاستديوات. وللمرة الأولى يتحدّثون عن وفر مالي في المؤسسة يمكن الانطلاق منه في اتجاه التطوير والقيام بأعمال البرامج... والمشكلة أن لا وجود لمجلس إدارة...
فيا معالي الوزيرة...
إنّ تشكيل مجلس الإدارة يحتاج إلى يوم واحد لا غير يتم التواصل فيه مع فخامة الرئيس ودولة الرئيس والمعنيين لاختيار رئيس المجلس والأعضاء وفي أقرب جلسة لمجلس الوزراء ينتهي الموضوع الذي استغرق سبع سنوات عجافاً على هذه المؤسسة الوطنية حتى الآن... والأمل ألّا تزيد المدة ساعة واحدة لا يوماً.
ويسألونك لماذا لا يتطور تلفزيون لبنان؟ والجواب واضح: بدون مجلس إدارة، هل يمكن لفترة تصريف الأعمال أن تنتج أعمالاً؟
يدكِ العاجلة يا معالي الوزيرة على الموضوع.