«وسواس» (سلسلة «يوميات عربية» ــــ «منشورات المتوسط») ثناء عطوي (الصورة) مشاهد لهواجس الروح في بيروت وامتدادها، ولكلّ هاجس لوحة ولكل لوحة تفاصيل حدّتها، من حرب مستعرة إلى مأساة عزلة، ومن وصف قرية هانئة إلى رسم مدينة صاخبة، من دون غياب فكرة المنفى في تضاريس هذا الوسواس الوجودي وهذه الهواجس المقلقة. وفي الانتقال إلى المدينة، جاء معها وسواس يختبئ في شتلة الحبق وكان الانتماء الحزبي زمن الحرب، فالانخراط في فهم الديالكتيك.الوسواس باق والكلّ زائل، فكأنه نسغ الحياة ودينامية العيش، فلولاه لما كان للكتابة بين ظهرانينا متّسع. ولأن الوسواس حياة، فالقصص هنا لقطات عن تفاصيل عيشه عندنا، فها هو مصدر قلق في العلاقة، حميمة كانت أم عادية، لا بل إنها تسمو إلى السلطنة في العبث ضمن قطبي التقليد والانفلات. ففي الريف طمأنينة ورضى فيما في المدينة قلق وتمرّد، سواء في الجنوح إلى الفكر أو إلى الجنس، فيما الروح حائرة أيّ درب تطرق. أسلوب «وسواس» بساطة الجملة وغور المعنى ومن هنا ديمومتها فيما وسواسها محرّك فكرها.