نبدأ هذه المقالة ببطاقة تعريف ونتطرق إلى السبب لاحقاً. هتاف خوري (الصورة) هو مؤلف موسيقي كلاسيكي لبناني معاصر، مولود في طرابلس عام 1967. بدأ عام 1982 دراسة البيانو والتأليف الموسيقي في مدينته مع ميشال حداد وعبد الحقّ مصري، ثم سافر إلى الاتحاد السوفياتي (1988) قبيل انهياره وتابع دراسته الموسيقية العليا في «كلية تشايكوفسكي الموسيقية الوطنية» في كييف. تخرج عام 1997، وعمل خلال فترة الدراسة كمستشار فنّي مع «الأوركسترا السمفونية الوطنية الأوكرانية»، كذلك مارس التعليم في أوكرانيا ثم في الكونسرفتوار الوطني في لبنان (1997 ــ 2000). أدرجَت مؤلفاته في برامج العديد من الأوركسترات والموسيقيّين في أوروبا والأميركيتيْن وغيرها وبعضها مسجّل. في رصيده عشرات الأعمال الكلاسيكية بمختلف الأشكال. متأهل من عازفة البيانو الأوكرانية تاتيانا بريماكوف وله ولدان. يعيش حالياً مع عائلته في عاصمة الشمال، طرابلس. لماذا هذا التعريف لشخصية موسيقية لبنانية ناشطة منذ التسعينيات؟ السبب مؤسف، بصرف النظر عن أيّ نقد لنتاج هتاف خوري الموسيقي: هذه المرة الأولى التي يهتم «الكونسرفتوار الوطني» بأعماله منذ الولادة الجديدة للأوركسترا الوطنية أواخر القرن الماضي! فقد دعَت الجهة المذكورة إلى أمسيتيْن، الأولى الليلة في «قاعة بيار أبو خاطر» (الجامعة اليسوعية)، مخصّصة لموسيقى الحجرة وتضم عملاً للكلارينت ورباعي وتريات لخوري، بالإضافة إلى أشهر عمل تاريخياً في هذه الفئة، أي خماسي الكلارينت والوتريات لموزار.
الثانية مساء الجمعة المقبل، في «كنيسة القديس يوسف» (مونو)، تؤدي خلالها «الأوركسترا الوطنية» السمفونية الثانية لخوري. رحم الله وليد غلمية، لكن الرجل كان معروفاً بتهميشه المؤلفين اللبنانيين المعاصرين وعدم إعطائهم فرصة يستحقونها مهما كان نوع نتاجهم الفنيّ، طالما أنه يندرج ضمن اهتمام الكونسرفتوار والمجموعات الموسيقية التابعة له. هذه من البديهيات في كل دول العالم بدءاً من الجارة سوريا. العمل الذي نسمعه الليلة من ريبرتوار هتاف خوري يعود إلى عام 2009 ويحمل عنوان «حدائق الحب». أما سمفونيته الثانية «ذكريات»، فتعود إلى الفترة نفسها (2009/2010) ويصوّر فيها المؤلف ذكرياته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، نسمعها مساء الجمعة بقيادة الإسباني جوردي مورا وبالاشتراك مع وسام بستاني (فلوت).



20:00 مساء اليوم ــ «قاعة بيار أبو خاطر» (طريق الشام) والجمعة المقبل في «كنيسة القديس يوسف» (مونو)