«أشباح» رائد أنضوني على «منصّة الفيلم»

  • 0
  • ض
  • ض
«أشباح» رائد أنضوني على «منصّة الفيلم»

أطلقت «مؤسّسة الفيلم الفلسطيني» قبل أسابيع منصّة إلكترونية جديدة لعرض الأفلام مجاناً لأسبوع كامل، داعية المخرجين والفنانين الفلسطينيين إلى تقديم أعمالهم السينمائية. تلتحق المؤسسة بمنصّات عربيّة عدّة كشفت عن أفلام جديدة وقديمة لم يكن من الممكن مشاهدتها في السابق إلا فيما ندر من المهرجانات مع غيابها عن الصالات التجارية الكبرى. بعدما عرضت «مؤسّسة الفيلم الفلسطيني» فيلمي «أمريكا» لشيرين دعيبس (2009)، و«متدرج» لعرب وطرزان ناصر (2015) وقع الاختيار على رائعة رائد أنضوني الوثائقيّة «اصطياد أشباح» (2017) التي تعرض حالياً. منذ اللحظات الأولى، يقضي الشريط على أي مسافة بين تجربة الاعتقال وتمثيلها فنياً. بدلاً من أن يهدم جدران السجن، يعيد بناءها. الطريقة الوحيدة لتصوير ذكريات التحقيق والتعذيب الرهيبة هو الارتماء بها مجدداً، والتحديق فيها ولو من وراء قماشة العينين. الممثلون هم معتقلون سابقون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم المخرج الفلسطيني نفسه. يتقمّصون أدوار السجان والمحقق ويتبدلون بين مواقع مختلفة تبدو مجرّد محاولات للمحو. بلغة سينمائية تجمع التوثيقي والانيمايشن والتمثيل، يصنع أنضوني فيلماً (نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في «مهرجان برلين») لا يدع للمشاهد ترف التفرّج عن بعد. يخوض تحدياً سينمائياً في تصوير الصدمات من دون أن يكون في ذلك انتقاص منها. الفارق الوحيد ربما أن المعتقلين السابقين يدخلون هذه المرّة إلى السجن بإرادتهم. هم من يعمّرونه ويصمّمون زنازينه، كما لو أنهم يعيدون بناء ذاكرتهم المرّة، أو فقط يعطونها شكلاً مادياً بما أنها لا تنطفئ حتى مع مرور سنوات على خروجهم.

0 تعليق

التعليقات