في 25 من الشهر الحالي، تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب خلف للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار (مايو) المقبل. هذا الحدث المنتظر لن يكون شاغل الطبقة السياسية فحسب، بل أيضاً محطّ اهتمام وسائل الإعلام في الدرجة الأولى. لذلك، بدأت القنوات اللبنانية بإعداد العدّة لمواكبة حدث انتخاب رئيس للجمهورية. فقد أدارت كاميراتها صوب الأسماء المتوقع ترشيحها، أو الأوفر حظاً، وبدأ الإعلاميون باختيار بزّاتهم الرسمية وربطات أعناقهم، وإعداد الأسئلة للضيوف. لن يضيّع الإعلام هذه الفرصة من دون أن يستفيد منها، وبالأخصّ مادياً، فكيف تستعد المحطات؟ وما هي مشاريعها لتلك المرحلة الحساسة؟

يبدو أنّ lbci هي الأكثر اهتماماً بالحدث الرئاسي. ويكشف مصدر من داخل القناة أنها قرّرت تخصيص برنامج «كلام الناس» (الخميس ــ 21:30) الذي يقدّمه مارسيل غانم لمعالجة موضوع الرئاسة. وسيستضيف الاعلامي اللبناني المرشحين فقط، كما سيتطرق إلى مداخلات الناس حول المرشّح ومشروعه الانتخابي. تنطلق الحلقة الأولى من البرنامج الأسبوع المقبل، مترافقةً مع حملة إعلانية ضخمة في مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة. يؤدي مارسيل دوره المعتاد في محاورة المرشّحين للكشف عن أفكارهم، فهل يكون منحازاً لأحدهم؟ في المقابل، تنتظر قناة «المستقبل» الحدث السياسي بفارغ الصبر، لكنها لن تخصّص برنامجاً من وحي تلك المناسبة، بل بدأت بولا يعقوبيان الإعداد لفقرة ستكون ضمن برنامجها «انترفيوز» (الأربعاءـــ20:30). تلفت الاعلامية في حديث لـ «الأخبار» إلى أنّها ستبدأ بثّ تلك الفقرة في 26 الشهر الحالي، وستتحدث في كل حلقة عن الأسماء المتوقع ترشّحها، أو الأوفر حظاً لذلك المركز، وتعرّف المشاهدين عنها. وتوضح الاعلامية أنّها «ستركّز على بدايات العمل السياسي لكل اسم متوقع فوزه»، لكنها في الوقت نفسه تتساءل: «ما من مرشحين للرئاسة لغاية اليوم، وهذا الأمر قد يفتح الباب أمام فراغ رئاسي. لذلك فإنّ كل الاحتمالات متوقعة في بلد يحمل المفاجآت». في السياق نفسه، عند سؤال مديرة الأخبار في قناة «الجديد» مريم البسام عن مشاريع القناة المتوقعة لانتخابات الرئاسة، تصمت قليلاً قبل أن تسألنا «ليه أصلاً في انتخابات؟». وتدخل البسام في تحليلات سياسية حول إمكان حصول الانتخابات أو عدمه، مضيفةً «هناك احتمال أن نرصد ميزانية مالية لبرنامج سياسي، ومن ثم لا تحصل انتخابات!». وتضيف: «لم تتخذ المحطة قرارها بعد الإعداد لأيّ مشروع، لكن بالتأكيد سيكون هناك عمل يتلاءم مع الحدث، والايام القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتحقيقه أو إلغائه، لكن الجوّ العام لا يشجّع على تلك الخطوة». تشير البسام إلى أنّ ذلك البرنامج التلفزيوني الذي قد تُعده «الجديد» للانتخابات الرئاسية يلقي الضوء على المرحلة المقبلة الخاصة بالانتخابات، وسيقدّمه أحد الاعلاميين من داخل القناة. أما بالنسبة الى الفقرات الإخبارية، فتشير البسام إلى أنّ الأخبار ستتابع أنشطة المرشحين، لكنها لن تخصّص فقرات عنهم، إلا في حال حدوث تغييرات طارئة في الحالة السياسية تستدعي تلك الخطوة. في الاطار نفسه، يبدو أنّ قناة mtv لن تخوض المعركة السياسية على شاشتها، بل ستكتفي ببرنامج «بموضوعية» الذي يقدّمه وليد عبود (الاثنين ـــ 21:30) ويحاور فيه المرشحين ومجموعة من المحللين السياسيين. لكن لا يُخفي مصدر من داخل المحطة الحديث عن تعديلات مفاجئة قد تطرأ على جدول أعمال قناة آل المرّ، وهذا الأمر رهن بالظروف المقبلة. ليست mtv وحدها التي «ستجود من الموجود»، بل كذلك otv. الأخيرة ستحافظ على برامجها وفقراتها السياسية حالياً لإلقاء الضوء على المتغيّرات السياسية. أيضاً، لم تخصص قناة nbn أيّ عمل تلفزيوني يواكب المرحلة المقبلة، بل ستعتمد على تغطية التطورات على برنامج «مختصر مفيد» الذي يقدمه سعيد غريب (الأربعاء ــ 20:30)، و«آخر كلام» مع عباس ضاهر (الثلاثاء 20:30). إذاً، يبدو أن مارسيل غانم سيكون بطل المرحلة السياسية المقبلة، وذلك الأمر سينعكس إيجاباً على lbci وعليه أيضاً، بينما باقي البرامج تنتظر دفعة إلى الأمام لتغيير جدولة مشاريعها، لكن بالإجمال، سيكون المشهد الحواري واحداً، فـ «المحللون» ذاتهم سيغزون الشاشات، وستتردّد أسماء مرشحين، لكن في النهاية لن يكون إلا فائز واحد بالكرسي، وربما... يكون الفراغ وحده الحاكم!.


يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | @zakiaDirani

field_twitter[0]['view'] ?>




... و«الميادين» أيضاً

قبل أكثر من شهر، بدأت قناة «الميادين» ببثّ برنامج «الجمهورية 2014» (الجمعة_ 20:30) الذي يقدمه رئيس حزب «الكتائب» الأسبق كريم بقرادوني والاعلامية سعاد قاروط العشّي، ويتناول الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ويستضيف رؤساء الجمهورية السابقين. ستكتفي المحطة بذلك البرنامج لتغطية الحدث الرئاسي، بينما ستبدأ في أوائل شهر نيسان (ابريل) المقبل عرض برنامج يتطرق إلى موضوع الرئاسة المصرية، وأبرز المرشحين لها. أما عراقياً، فستخصص «الميادين» الشهر المقبل حلقات أسبوعية تلقي الضوء على موضوع الانتخابات البرلمانية العراقية.