القاهرة | انطلقت أول من أمس فعاليات الدورة الثالثة من «مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة» (دي ـ كاف)، جالبة لقلب القاهرة مجموعة متنوعة من الفنانين من جميع أنحاء العالم ومساهمة في اكتشاف المواهب الجديدة.المهرجان الذي ينظمه «استوديو عماد الدين»، يشهد زيادة مستمرة في الحجم ونطاق الاهتمامات كل عام. وهذه السنة، فإنّ المدير الفني للمهرجان هو المسرحي أحمد العطار، ويشاركه الفنان محمود رفعت كمنسق لعروض الموسيقى، وبيث سترايكر كمنسق للفنون البصرية.

تضم نسخة المهرجان ستة برامج متنوعة، تعد الجمهور بمجموعة من أفضل العروض الفنية المستقلة التي تلبي جميع الأذواق، على مدار ثلاثة أسابيع تستمر حتى 11 نيسان (أبريل). يهدف المهرجان الى تنشيط منطقة وسط البلد من خلال تقديم جميع أنواع الفنون في كل ركن وشارع وممرّ في وسط البلد، وإحياء الساحات والأماكن التي ظلت مهملة لسنوات طويلة، والعمل كمحفز للطاقة الإبداعية الكامنة في هذا الجزء المميز من العاصمة بحسب تأكيدات العطار.
شهد افتتاح المهرجان هذا العام عرض فيلم «اللي بيحب ربنا يرفع ايده فوق» للمخرجة سلمى الطرزي الذي يعرض لمحات من حياة المغنيين الشعبيين أوكا وأورتيغا ورحلة صعودهما، الى جانب أول عرض موسيقي من عروض مهرجان «دي-كاف»، هو حفل الثنائي الهولندي الجنوب أفريقي «سكيب آند داي».
ويشمل البرنامج عروض رقص وتركيبات في الفراغ مثل عرض «فن الحركة» الذي سيدفع الجمهور للتساءل عن تصوراته لمعنى الواقع. ثم يأتي عرض «بالصيني» وهو مسرحية تتحدى الحواجز اللغوية، ومن سوريا عرض «حدث ذلك غداً»، لفرقة «مختبر دمشق المسرحي» التي سيتم تقديمها في القاعة الصغيرة في «مسرح الطليعة». في حين يتم تقديم مسرحية «عنف بعيد» للمخرج عمر غياط من مصر على المسرح الرئيسي في «مسرح الطليعة». وهو العرض الأول للمسرحية على مستوى العالم، كما يقدم مصمم الرقصات المصري محمد شفيق قطعة رقص بعنوان «منزل خالي من الضيافة»، للمرة الأولى في العالم العربي.
في محاولاته المستمرة في البحث عن موسيقيين يقدمون قوالب غير تقليدية ويبدعون أصواتاً جديدة، استطاع محمود رفعت، مشرف البرنامج الموسيقي في المهرجان أن يجلب عدداً من العروض من أنماط مختلفة مثل الموسيقى التجريبية والـ «سيكاديليك روك»، والبوب المعاصر والموسيقى الشعبية الإلكترونية.
يستضيف «مسرح قصر النيل» العريق الذي كان يشهد حفلات «كوكب الشرق» أم كلثوم في الماضي أهم حفلات البرنامج الموسيقي هذا العام، وأبرزها حفلة للبنانية ياسمين حمدان، وبعدها حفلة للمصرية فيروز كراوية بمصاحبة المنتج الموسيقي إسماعيل. وسيتم تقديم مشروعهما الفني الجديد للمرة الأولى من خلال المهرجان. وتظهر هذا العام مشاريع تعاون فنية في البرنامج الموسيقي للمهرجان، على سبيل المثال؛ تقام حفلة «رينس إف إم»، من لندن بمصاحبة «100 نسخة» من القاهرة، ويقدّمان مشروعاً فنياً بعنوان «كايرو كولينغ».
وشهد مهرجان «دي كاف» تقديم عروض متميزة. هذا العام، يتم تقديم العروض على كل من «مسرح الفلكي»، و«ساحة روابط للفنون»، وساحة «فندق فيينواز». وتتضمن العروض عرض الفنان بيلي كوي بعنوان «فن الحركة» (المملكة المتحدة) الذي يتضمن تقديم راقصين افتراضيين بشكل ثلاثي الأبعاد، إلى جانب الراقصين الحقيقيين، إضافة إلى عرض بعنوان C>est du chinois للفنان ايدي كالدور (هولندا) وهي قطعة تحاول تعريف الجمهور  بفنون التواصل رغم الحواجز اللغوية.
مصمم الرقصات الشهير محمد شفيق يتعاون هذا العام مع الفنان لورانس روندوني في عرض بعنوان   Une maison vide pour l’hospitalité( مصر/ فرنسا)، وهي قطعة تعالج العلاقة المعقدة بين الضيف ومضيفه. فرقة The100Hands للرقص المعاصر تعود مرة أخرى هذا العام لتقديم أحد العروض المرتبطة بالمواقع المحددة وهو عرض Nucleus الذي تطورت فكرته من مفهوم المرونة في التعامل وأهمية بناء تواصل إيجابي بين البشر للتغلب على التحديات.
يعود هذا العام للمرة الثانية على التوالي الثنائي الهولندي «100 هاندز» الذي يقدّم عرضه «النواة الفعالة». وللمرة الثانية، تشارك فرقة «إكس نيهيلو»، من فرنسا بعد المشاركة الأولى في نسخة «دي- كاف» 2012 من خلال عرض «ماشي». ويتضمن البرنامج عرض الحدود الخفية لمصمم الرقصات المصري الموهوب عزت إسماعيل.
الفنان حسن خان يسيطر على برنامج الفنون البصرية هذا العام. سيتم تقديم أعماله التي عرضها في منابر عالمية سبق ضمن معرض صمِّم خصيصاً داخل ممر «كوداك» في شارع عدلي في وسط البلد. ممر «كوداك» خضع لتجديدات واسعة النطاق من قبل مؤسسة «كلاستر»الثقافية استعداداً لتقديمه للمرة الأولى باعتباره ساحة عروض فنية تحت إشراف بيث سترايكر. الأعمال المعروضة هي نتاج عمل حسن خان في فترات زمنية مختلفة بداية من منتصف التسعينيات وحتى اليوم.
واختار المهرجان هيرفيه لو فويه مشرفاً لبرنامج عروض السينما في مهرجان «دي-كاف». وقد اختار عدداً من أفلام الدول الفرنكوفونية أو الدول الناطقة باللغة الفرنسية التي تتضمن خمسة أفلام روائية طويلة وتسعة أفلام قصيرة من رومانيا وسويسرا وكندا والبرتغال وغيرها.
تقام العروض أمام مبنى البورصة المصرية وشارع الألفي والحرم اليوناني في الجامعة الأمريكية، وستقدم معظم هذه العروض أيضاً في ساحات مفتوحة في الإسكندرية.
وفي محاولة لتشجيع صناع الأفلام الطموحين على المستوى المحلي والإقليمي، يقوم «مهرجان سمارت لأفلام الموبايل»، المنبثق من مهرجان «دي-كاف» بعرض الأفلام التي أُنتجت من خلال ورش عمل عقدت في أربع مدن في مصر. وسيتم عرض مجموعة مختارة من أفضل الأفلام في أكشاك خاصة في أماكن متفرقة في وسط البلد طوال فترة المهرجان.
ويشهد الأسبوع الأخير تركيزاً على إبداعات الفنانين الإقليميين من خلال برنامج « فنون الشرق الأوسط» الذي يلقي الضوء على أعمال الفنانين العرب بهدف اكتشاف تلك المواهب وتقديمها لمنسقي ومشرفي المهرجانات العالمية المختلفة الذين تمت دعوتهم إلى «دي-كاف» خصيصاً لهذا الغرض.
يؤكد مدير المهرجان أحمد العطار أنّه يمضي لتحقيق اهداف «دي كاف 2014» و«نجني ثمار العمل الجاد للانتقال بالفعاليات الى الشوارع، الى جانب قاعات العرض». ويلفت إلى أنّ المهرجان هو الوحيد في مصر الذي يملك المؤهلات التقنية والمعدات والسجل المشهود لتقديم برنامج متنوع لفنانين دوليين، رغم أنّ القاهرة للأسف لا تملك البنية التحتية التي تتمتع بها مدن أخرى لاستضافة هذه العروض عالية المستوى. لذلك، «شكّلنا فريقاً مؤهلاً من العاملين في المجال الثقافي والمتمرسين في المهرجانات، وقد أصبح كثيرون منهم يتمتعون بخبرة ثلاث سنوات من العمل على هذا المهرجان. وهذه ميزة كبيرة لا يمكن تجاهلها».
www-d-caf.org