رغم أنّ إعلان وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي ترشّحه للرئاسة كان متوقعاً في أي لحظة، لكن ذلك لم يمنع الضجة الإعلامية التي أثيرت بعده. حالما أنهى كلامه أوّل من أمس، بدأت ردود الفعل تتوالى، وخصوصاً على جبهة الإعلام الغربي. شبكة «سي. أن. أن.» مثلاً، رأت أنّ هذه الخطوة هي «الأهم حتى الآن في المرحلة الانتقالية» التي تمر بها البلاد منذ عزل محمد مرسي.
لكنّها في الوقت نفسه أشارت إلى أنّ السيسي «سيواجه معارضة شديدة من الإسلاميين الذي يعتبرونه لاعباً أساسياً وراء إطاحة مرسي». هذا ما لمّحت إليه أيضاً صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية التي رجّحت أن يزيد قرار السيسي الأخير من التوترات السياسية، و«يشعل غضب المتشددين الإسلاميين الذين كثفوا الهجمات الإرهابية على الدولة منذ إبعاد مرسي».
من جهتها، عزت «نيويورك تايمز» تأخر السيسي في إعلان ترشحه إلى «ترتيب أوضاع الجيش الداخلية واختيار القيادات المناسبة، منعاً لحدوث أي انشقاقات بعد استقالته»، مؤكدة أنّ المسألة تعود إلى «حرصه الشديد على عدم تأثر المؤسسة العسكرية بقيادته السياسية للبلاد». وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنّ التحدي الأكبر الذي «قد يؤثر في شعبية المشير» في المرحلة المقبلة هو الأوضاع الاقتصادية.
الجانب الاقتصادي أخذ حيّزاً كبيراً من المقال الذي أفردته صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أمس لخبر الترشّح، إذ رأت أنّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ستكون «عقبات رئيسية في وجهه»، مضيفة أنّه سيحتاج إلى «توافق جميع القوى السياسية لإحداث تغييرات على هذه الصعد»، لافتة إلى أنّ هذه الملفات «هي التي أسقطت حسني مبارك ومحمد مرسي». وأوضحت الصحيفة أيضاً أنّ السيسي بدخوله رسمياً المعترك السياسي، فإنّه «يخاطر بشعبيته»، رغم تأكيدها في البداية أنّه يمكن أن يفوز «باكتساح».
من جهتها، تحدثت «واشنطن بوست» عن أنّ فوز السيسي برئاسة الجمهورية «يشكل تحدياً للولايات المتحدة الحريصة على الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع مصر»، غامزة من ناحية تشبيه أنصاره له بالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. وكزميلاتها، لم تنس الصحيفة الأميركية الإشارة إلى أنّ الكثير من المواطنين المصريين «ينظرون إلى السيسي على أنه القائد القادر على التصدي للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البلاد».

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine




حملات افتراضية

مع إعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية المصرية، غرقت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات المؤيدين، كذلك علت أصوات المعارضين. بعض الأصوات المستنكرة للخطوة التي أقدم عليها وزير الدفاع صبّت في حملة افتراضية بعنوان نابٍ انتشرت بسرعة فائقة، قبل أن تصل إلى بعض الشوارع المصرية على شكل غرافيتي. وهناك من نشر صورة ساخرة من أحد الشوارع لعرض خاص على وجبات سريعة باسم «عرض السيسي»، لكن النقطة أزيلت من فوق الضاد. صورة مفبركة أخرى نُشرت للمرشّح الرئاسي حمدين صباحي في مشهد من فيلم «اللمبي» إلى جانب الممثل المصري محمد سعد الذي يقول له: «وحّد الله بقى». وقد كتب في أعلى الصورة: «السيسي يعلن رسمياً ترشحه للرئاسة».