رغم توافر الكثير من المؤشرات التي تدلّ على عودة المغني المعتزل فضل شاكر إلى الساحة الفنية بعد إعتزاله المفاجئ في عام 2012، إلا أنّه لا يوجد كلام دقيق يؤكّد على تلك الخطوة فعلاً، وكيفية التحضير لها. لكن تسريب أغنية «نسيتها» (كلمات أحمد ماضي وألحان باسم يحيى) على يوتيوب أوّل من أمس يؤكّد أن أمراً ما يحصل مع صاحب أغنية «بعدا عالبال»، خصوصاً أنّه كان قد نشر أيضاً على صفحته على تويتر تسجيلاً بعنوان «يا أمي» في مناسبة عيد الأم يوم 21 آذار (مارس).إلا أنّ طرح الأغنية الرومانسية «نسيتها» أثار تساؤلات عدّة: هل يجسّ شاكر نبض الجمهور بهذه الأغنية تمهيداً لعودته إلى الواجهة أم أنه لا يفكّر في الأمر مطلقاً؟ في هذا الإطار، يلفت الشاعر أحمد ماضي في حديث لـ «الأخبار» إلى أنّ مَن كشف عن الأغنية هو أحد المقرّبين من فضل، بناء على طلب المغني المعتزل، لأنّ الأخير يعيش لحظات سيئة بسبب إبتعاده عن عائلته، وندمه على ما قام به في السنتين الأخيرتين.

ويوضح الشاعر أن «نسيتها» سجّلت قبل خمسة أعوام، يوم كان فضل يحضّر لألبومه الجديد، وقد أعاد توزيع الأغنية مرات عدّة كي يستقرّ على النسخة النهائية التي طرحت على يوتيوب أخيراً.
ويشير ماضي إلى أنّ فضل و«روتانا» وحدهما يملكان النسخة الأخيرة (والنظيفة) من «نسيتها». ويؤكد أنّ الشركة السعودية لم تكشف عن العمل لأنه لا يصبّ في مصلحتها، ثم يتساءل عما إذا كان فضل قد طرح الأغنية تمهيداً للعودة إلى المشهد الفني. ويلفت ماضي إلى أن المزيد من أغنيات فضل ستطرح قريباً على يوتيوب، منها «يهون العمر لحبيبي» التي لحّنها الراحل بليغ حمدي (1931ــــ1993)، إضافة إلى دويتو ديني يجمعه بإبنه محمد (كلمات ماضي) الذي سيمشي في درب الفنّ أيضاً.
يكرّر الشاعر مراراً أنّ فضل يشعر بالندم بسبب تركه الفن ودخوله المعترك السياسي من أسوأ أبوابه، ما أدّى إلى إصدار حكم الإعدام بحقه على خلفية أحداث عبرا (صيدا) التي راح ضحيّتها أبرياء. لكن في الوقت نفسه، يعتبر ماضي أنّ «الحرب ضدّ فضل لا تزال تمارس على أكمل وجه»، والدليل هو مسح «نسيتها» عن يوتيوب كلما حاول أحدهم تحميلها وهذا «مؤشر على مدى تعلّق الناس بصوت فضل». كلام أحمد ماضي يناقض حديث المنتج عماد قانصو الذي يعتبر أن تسريب الأغنية لم يأتِ بعلم فضل. وأضاف أنّ الفنان «التائب» لا يتواصل مع عائلته نهائياً، ولن يعود الى النجومية.
إذاً، أشعلت أغنية «نسيتها» النيران بين المطالبين برجوع فضل إلى الغناء، وبين الذين يعتبرون أن تلك الخطوة مستحيلة، لأنّ قرار الاعدام الصادر بحقّه يكبّل يديه، وتطبيق القرار لا مفرّ منه.
والدليل أن تسجيلات فضل التي تهدّد الجيش ومواطنين في صيدا، ستكون الدليل الحسي لإدانته وعدم عيشه بسلام.

يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | @zakiaDirani