بعد معاناة مع المرض، رحل أخيراً الباحث والكاتب والأكاديميّ والدبلوماسيّ الإماراتي حسين غباش (1951 ـــ 2020/ الصورة)، مخلّفاً إرثاً أدبيّاً وعلميّاً وثقافيّاً ثريّاً. عاش الراحل تحوّلات مهمّة عرفها الخليج عامّة، كما أنّه اشتهر بنضج تكوينه الثقافي، ورؤيته الوطنيّة والقوميّة، وهو الذي لطالما كان مسكوناً بالهمّ العربي. وما سلسلة مقالاته الصادرة في كتاب «الإمارات والمستقبل نحو رؤية وطنيّة جديدة» (1999 ــ دار الخليج) إلّا دليل على ذلك. إلى جانب الصحافة، نشط غباش على صعيد الأبحاث، خصوصاً في ما يتعلق بتاريخ وراهن منطقة الخليج العربي. ومن أهم هذه المؤلّفات، كتابه «عُمان: الديمقراطية الإسلامية، تقاليد الإمامة والتاريخ السياسي الحديث» (1997 ــ دار الجديد) الذي تتبّع فيه تحوّلات هذا البلد على مدار قرون، فضلاً عن كتاب «الجذور الثقافية للديمقراطية في الخليج: الكويت والبحرين تاريخ الشعوب الصغيرة» (2010 ــ دار الفارابي).ديبلوماسياً، عمل في سفارات الإمارات في عدد من البلدان، ومثّل بلاده لسنوات في الـ«يونيسكو»، كما درّس في السنوات الأخيرة في «جامعة القديس يوسف» في بيروت التي عشقها كما دمشق. ولأنّ قلبه خفق لفلسطين، خصّها بمؤلّفات عدّة، كـ«فلسطين ــ حقوق الإنسان وحدود المنطق اليهودي» (1987) الذي قدّم فيه دراسة مهمّة حول حقوق الإنسان الفلسطيني، ووقف فيه عند حقائق تاريخيّة، كاشفاً ادّعاءات «الدعاية الصهيونية».