قبل سنة، أصدرت «مجلة بانيبال» العدد التجريبي من المجلّة باللغة الإسبانية من أجل سدّ النقص في الترجمات العربية إلى اللغة الإسبانية. المجلّة التي عملت منذ إطلاقها سنة 1998 على نقل الأدب العربي المعاصر إلى اللغة الإنكليزية، بدأت منذ الربيع الماضي (صدور العدد الأوّل) مهمّة لافتة وسبّاقة لترجمة أنماط أدبية مختلفة باللغة العربية إلى اللغة الإسبانية. أخيراً، صدر العدد الثاني من «مجلّة بانيبال» باللغة الإسبانية (عدد صيف 2020) مع افتتاحية عن واقع ترجمة الأدب العربي المعاصر إلى الإسبانية بقلم رئيس التحرير الكاتب العراقي صموئيل شمعون.

في الافتتاحية، أشار شمعون إلى أن المجلّة جاءت بعد لقاءات ومراسلات مع كتاب وشعراء وأكاديميين ومترجمين من العربية والإسبانية، منها لقاءات في مدن إسبانية عدّة بعد صدور العدد الأوّل، كانت بمثابة فرصة له وللكاتبة والناشرة البريطانية مارغريت أوبانك من أجل التشاور حول واقع ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإسبانية والنقص الذي يعانيه بالمقارنة مع الإرث الطويل والمشترك بين العرب وإسبانيا. هذه الأسباب الأساسية التي دفعت إدارة المجلّة إلى إطلاق نسخة إسبانية تكون بمثابة مساحة للحوار بين الثقافات. العدد الثاني الذي حمل غلافه لوحة للفنانة اللبنانية زينة عاصي ضمّ مجموعة من الترجمات الإسبانية لأنماط أدبية مختلفة باللغة العربية. يحوي العدد قصة للأطفال كتبتها الإماراتية حصة المهيري بعنوان «الدينوراف» (ترجمة كويادونغا باراتيش) حول التسامح في مجتمع عالمي مسالم من خلال أحداث تجري في مملكة الحيوان. أما باب «تأثيرات أدبية»، فضمّ شهادة للكاتبة السعودية رجاء عالم (ترجمة روسا خيمينز) حول بداياتها الأدبية وعلاقتها المبكرة ببعض الكتب التي دفعتها إلى إعادة كتابة الواقع المحيط بها في مدينة مكّة، حيث امتزج خيال الكاتبة مع الخيال الإلهي. في هذا العدد، هناك متسع من الأنماط الأدبية الأخرى أبرزها الشعر الذي يحضر دائماً في المجلّة. هكذا يقدّم العدد الثاني مختارات لثلاثة شعراء هم الفلسطيني سامر أبو هوّاش ومختارات من ديوانه «ليس هكذا تصنع البيتزا» (ترجمة جعفر العلوني)، ومختارات من مجموعة «تواضعت أحلامي كثيراً» للشاعرة الكويتية سعدية مفرح (ترجمة بيلار غاريدو كليمنتيه). هناك أيضاً تحية للشاعر اللبناني الراحل بسام حجار من خلال مختارات مترجمة من قصائده قدّمت لها وترجمتها الأكاديمية ماريا لويسا برييتو، بالإضافة إلى مقال للشاعر والناقد اللبناني عبده وازن عن تجربة حجّار.
أما قسم القصص القصيرة فقد افتتحته الكاتبة المغربية لطيفة لبصير بقصة تحمل عنوان «أريد أن أحبّ هذا المساء» (ترجمة أنطونيو مارتينز كاسترو). كما نشرت المجلّة قصّتين للكاتبة الإماراتية مريم الساعدي هما «لطيفة راشد، أو الحنان المسكوب على النملات في الشارع»، و«بقعة زيت» (ترجمة ماريا لوث كوميندادور)، بالإضافة إلى قصّة «الياسمين الشائك» للكاتبة المصرية عزة رشاد (ترجمة إغناثيو غوتيّريث دي تيران). كذلك يحضر الكاتب الكويتي محمد الشارخ عبر ثلاث قصص هي «أسرار»، و«ابني»، و«خلال الإجازة» (ترجمة اغناثيو غوتييريث دي تيران)، فيما يختتم القسم مع قصة «حارس مقبرة الكومنولث» للكاتب التونسي سفيان رجب (ترجمة كريمة حجاج).
العدد الثاني ضمّ مجموعة من الترجمات الإسبانية لأنماط أدبية مختلفة باللغة العربية


في عددها الثاني، نشرت المجلّة فصلاً من رواية «إلياس» للكاتب المصري أحمد عبد اللطيف بترجمة كوبادونعا باراتش، وفصلاً من رواية «سقوط حرّ» للكاتبة والسينمائية السورية عبير إسبر (ترجمه ألفارو أبيّا فيّار). النص الروائي الثالث هو فصل من رواية السيرة الذاتية «عراقي في باريس» للروائي صموئيل شمعون (ترجمة إغناثيو غوتيّريث دي تيران). في هذا العدد، افتتح القائمون على المجلّة مساحة جديدة هي «الشاعر الضيف» مع ضيفة أولى هي الشاعرة والأكاديمية كلارا خانيس ومجموعة من قصائدها التي تُنشر للمرّة الأولى. وتأمل هيئة تحرير المجلّة أن تسهم نسختها الإسبانية في «تغيير السلوك والموقف تجاه ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإسبانية» من خلال تنوّع المواضيع والأنماط والأسماء العربية المعاصرة التي تُترجم للمرّة الأولى إلى الإسبانية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا