خلال الاحتفاليّة التي أقامها تطبيق «شاهد» (منضو تحت شبكة mbc) في دبي بداية العام الحالي، أعلن القائمون على المنصة السعودية أن مسلسل «الأمير الأحمر» (سيناريو حسن يوسف ــ إخراج سامر البرقاوي) سيكون بمثابة انطلاقة «شاهد» الفعلية. بحماس زائد وتصفيق ملأ قاعة دار الأوبرا في دبي، كشف القائمون على التطبيق أنهم سيقلبون المعادلة بعرض مسلسل يروي سيرة القيادي في «منظمة التحرير الفلسطينية» المناضل علي حسن سلامة (1941-1979)، الملقّب بـ «الأمير الأحمر» الذي اغتاله الموساد أمام منزله في بيروت. يومها، كشف المنتج صادق الصبّاح أن المشروع الذي تتولّى شركته «صبّاح إخوان» مهمّة إنتاجه، سيلعب بطولته النجم السوري تيم حسن، على أن يُعرض بعد شهر رمضان.
ألغي مشروع تقديم مسلسل عن المناضل علي حسن سلامة بعد اتفاقية التطبيع

كذلك، حضر تيم حسن الاحتفالية وتلقّى التهاني بالدور الذي يتطلّب الكثير من التحضير بعدما غرق لسنوات في شخصيات كرّرت نفسها. وكانت المفاجأة هي الإعلان عن برومو صغير لـ «الأمير الأحمر» عبارة عن لقطة سريعة من المسلسل بهدف رفع نسبة الحماس. هكذا، بدأ الصبّاح و«شاهد» بالتحضير للعمل الذي كان سيروي آخر عشر سنوات من حياة أبي علي سلامة، لأنها كانت الأكثر دسامةً في مسيرته النضالية، إلى جانب ارتباطه بجورجينا رزق «ملكة جمال الكون» عام 1971 بعد قصة حب قوية جمعتهما. بالفعل، بدأت عملية الكتابة والبحث، وتمّ تحديد أماكن التصوير والشخصيات التي ستوكل إليها البطولة إلى جانب حسن. وكان يفترض أن ينطلق تصوير العمل في شهرَي آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) الحالي، ليبصر النور على «شاهد» في بداية العام الحالي. مع ذلك، يبدو أن المسلسل قد أصبح من الماضي، إذ قلب القائمون على «شاهد» صفحته بشكل نهائي. عوامل عدّة تضافرت لمنع المسلسل من إبصار النور. في البدء، كانت هناك أزمة فيروس كورونا التي وقفت عائقاً أمام التصوير، على اعتبار أن المسلسل كان سيصوّر بغالبية مشاهده في بلغاريا حيث تمّ بناء إستديو خاص به. لكنّ صعوبة الحصول على تأشيرات في ظلّ كورونا، حالت دون ذلك. لكن العامل الأبرز لمنع تنفيذ المسلسل لم يكن تقنياً كما يُشاع، بل كان سياسياً بامتياز.
ألغت mbc فكرة تقديم سلسلة عن مقاومين فلسطينيين من بينهم جورج حبش


في هذا السياق، تكشف مصادر لـ «الأخبار» أنّ «الأمير الأحمر» واجهته أزمة كبيرة هي التطبيع الإماراتي الإسرائيلي. فقد اتفق القائمون على mbc ضمناً على إلغاء المسلسل الدرامي نتيجة هذه الاتفاقية. وتلفت المصادر إلى أنه كان لدى القائمين على «شاهد» فكرة تقديم أكثر من عمل درامي حول مناضلين عرب وفلسطينيين قاوموا الاحتلال الإسرائيلي على رأسهم القيادي المناضل جورج حبش (1926-2008). وقد أرادت mbc تقديم هذه الأعمال بهدف تلميع صورتها بعد اتهامات لها بتقديم محتوى درامي سطحي، إلى جانب كسب المزاج الشعبي العربي من مختلف العواصم. لكن التطبيع الإسرائيلي الإماراتي نسف هذه المشاريع، بعدما بات «العدو صديقاً للإماراتيين وأزيلت كلمة العدو من قاموس الدراما والإعلام بشكل نهائي» وفق ما تقول المصادر. وتوضح هنا أنّ الشبكة السعودية أمام مرحلة إعلامية جديدة تزامناً مع التطبيع، حيث ستتغيّر معادلات وسياسات كثيرة في التوجّهات الإعلامية. كذلك ستتبدّل خريطة «شاهد» الدرامية، إذ ستُشدَّد الرقابة على المضمون السياسي في الأعمال الفنية، مع وضع خطوط حمر على كل ما يتعلّق بالعدو الصهيوني!

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا