بعد غيابها النسبي عن الشاشة، تعود ريما كركي ببرنامجها الجديد «like هالحكي like» (إنتاج برناديت عبدو، إخراج هادي أبي وردة) على قناة «المستقبل». الاسم المستوحى من الفايسبوك ذي اللكنة الجبلية عند اللفظ، سيستخدم أدوات الموقع الأزرق لتوظيفها في البرنامج. على مدى أربعة أيام في الأسبوع، تستقبل الإعلامية اللبنانية ضيفاً من مختلف المجالات الفنية والسياسية والإعلامية (مدة الحلقة 25 دقيقة) وسيكتشف نفسه عبر هذه الأدوات، كما سيكتشف الجمهور جوانب من شخصيته عبر الأسئلة والخاصية التفاعلية. البرنامج الذي سيدّشن الثلاثاء المقبل على الهواء، يحمل فقرات عدة من status الذي يكتبه الناشطون لانطلاق الحوار، الى التعليقات وإبداء الإعجاب like، أو عدمه unlike مع فسحة لهؤلاء كي يضعوا أنفسهم مكان الضيف ويقترحوا إجاباتهم وفيديواتهم عبر يوتيوب، عدا أسئلتهم المختلفة في مواضيع مختلفة. إذاً، حوالى 25 دقيقة مكثفة لحوار خارج عن النقاشات التقليدية، وبعيد عن مهن الضيوف، تحكمه العفوية وسرعة البديهة وحضور الذهن بشكل أساسي. في حديث مع «الأخبار»، ترى الإعلامية اللبنانية أنّ الأهمية تكمن في التجدّد مع كل إطلالة على الشاشة.
وتشدد على أنّ البرنامج لا يتناول أدوات التواصل الاجتماعي، بل يستعير بعض خاصياتها. طبعاً الجديد في أداء كركي هذه المرة هو اختبار البث المباشر على الهواء. وهنا يكمن التحدي في الفشل أو النجاح، وخصوصاً أنّ الجمهور يشكل جزءاً من صنع مادته. ومع ذلك، تتقبّل كركي الفشل كما النجاح، لأنّ «النزلة ضرورية لتجنب الانتفاخ».
وكما دأبت في كل برامجها، فقد وضعت كركي «فورما» خاصاً بها، من دون الاتكاء على الاستنساخ لتأكيد أننا «قادرون على التفكير» والإبداع، وبالتالي سيعلو «دوز» التحدي والحماسة في البرنامج الذي يتميّز بسهولة وبساطة وميزانية متواضعة، وخصوصاً أنّه يخرج من شاشة تعاني من أزمات مالية حادة. كل ذلك سيسهم كما حدث مع برامجها السابقة في حجز مكانة له على خريطة البرامج الأخرى التي يخصص لأغلبها ميزانيات عالية وتطوّع المؤثرات البصرية واللعب على عوامل الإبهار لإنجاحها.
حوار تلفزيوني
من 25 دقيقة مكثّفة يُشرك روّاد مواقع التواصل الاجتماعي

لكن، هل هي الموضة اليوم في التركيز على ضيف واحد عوض استضافة أكثر من واحد على الطاولة عينها، كما حدث مع «بدون زعل»؟ تشدد كركي على أهمية اختبار «أنماط مختلفة من البرامج التلفزيونية». وإظهار جوانب جديدة في الضيف. وهنا يطرح تساؤل آخر حول الاختلاف بين الضيوف في التفاعل والذهنية ليتقبلوا الإطلالة في نوعية مماثلة من البرامج مع هذا الحوار المشوّق ذي الإيقاع السريع. والأهم أنّ المقابلة تنطلق من أسئلة المتفاعلين مع الضيف حول مواضيع شتى. تجيب كركي: «بقدر ما يكون الضيف قريباً من الناس ومتفاعلاً، ينجح في الاقتراب منهم ومن القضايا التي طرحوها». يغدو كأنه جالس وراء شاشته الفايسبوكية ويقوم بالتفاعل مع تعليقات المتابعين. لكن الفارق أنّ هذا التفاعل سيخرج على الشاشة وعلى مرأى الجميع. ولدى السؤال عما إذا كان البرنامج سينحصر في مخاطبة الجيل الحالي، تؤكد كركي أنه سيتوجه الى الجميع، فـ«الطاعن في السن سيجد متعة في مشاهدته، والأصغر سناً سيتحمس ويتفاعل مع الأسئلة وصنع مادته».
لا شك في أنّ برنامجها السابق «بدون زعل» شكل محطة هامة لكركي وحجز مكانة لنفسه، رغم ضعف التسويق له. مع ذلك، تقول الإعلامية اللبنانية إنّ الكثير من فقراته استلهمها كثيرون حتى الذين يعملون في برامج مستنسخة. فقد كان أول برنامج يساوي بين ضيوفه الأربعة، فلا يعود السياسي في مكان متقدم عن غيره. أيضاً، استدعى البرنامج وجود معلّق صحافي يعطي رأيه بالحوار كأنه يكتب لصحيفته ضمن فقرة «ماذا ستكتب غداً؟». كذلك خرج البرنامج من الألقاب والتكلّف وأعطى مساحة للضيف لبوح بما يرغب ويعبر عن رأيه. «كل تلك الفقرات رأيناها تتنقل بين البرامج المماثلة» تقول كركي. لكنّ هذا الأمر لا يغضبها بقدر ما يفرحها لأنّها أصبحت «مصدر إلهامهم». وتستطرد بأنّ برنامجها الحالي مسجل منذ حوالى سنة في وزارة الاقتصاد، وبدأت بعض ملامحه تظهر على شاشات أخرى، حتى قبل أن يولد. في المحصلة، إنّها مغامرة جديدة تخوضها كركي في أعين الجمهور، كما أنّها تحدٍّ لضيوفها في الانسجام مع إيقاع قد لا يشبههم. ومع هذه الخلطة، سيخرج «like هالحكي like» بصيغة مختلفة لم نعهدها على الساحة البرامجية المحلية. يعرض «like هالحكي like» من الاثنين الى الخميس، لكن استثنائياً سيبدأ الثلاثاء المقبل مع الإعلامي مارسيل غانم.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab


* «like هالحكي like»: من الاثنين إلى الخميس ـــ 22:30 على «المستقبل» ـــ مرسيل غانم ضيف الحلقة الأولى مساء الثلاثاء المقبل



حنين إلى الأبيض والأسود

يشكّل تقديم برنامج مستوحى من الفايسبوك تحدياً لريما كركي. تعترف الأخيرة بمساوئ الوسائل، مستشهدةً بعبارة للإعلامية الأميركية أوبرا وينفري Disconnect to connect بمعنى أنّ وسائل التواصل تغرق المرء في عالم وهمي ومنقطع عن الواقع والتواصل مع الآخر. إلا أن هذه المآخذ لا تشكل مصدر قلق لديها. وفي الانتظار، تتوقع كركي أن يكون برنامجها التالي مختلفاً جذرياً عن «like هالحكي like». باختصار، تتخيل أنّه لن يتعدى ربع ساعة وسيكون بالأبيض والأسود ولا يشي بتقدم العصر، ويحكي عن الشعر والموسيقى والكتب!