في قلب طرابلس، اتخذ صنّاع مسلسل «عالم كامل» (تأليف لواء يازجي ومحمد أبو لبن وإخراج السدير مسعود)، مكاناً لتصوير العمل السوري الذي يتألف من 8 حلقات (إنتاج محمد مشيش صاحب شركة I-productions) والمقرر عرضه على إحدى المنصات المعروفة. بعد الحصول على تصريح من رئيس البلدية رياض يمق، دارت عجلة تصوير المسلسل الذي يمنح عاصمة الشمال مساحة كبيرة للتعرّف إليها وإلى آثارها وعوالمها الطبيعية. علماً أنّ أحداث المسلسل تدور ضمن فترة زمنية معينة عايشتها سوريا، ويجمع على قائمة أبطاله كلّاً من نظلي الرواس وعبد المنعم عمايري وجرجس جبارة... فيما كان باسل خياط سيحلّ ضيف شرف. هكذا، انتهى الجميع من التحضيرات ودارت الكاميرا بداية الأسبوع الحالي بمشهد خارجي في باحة مدينة طرابلس، حيث تطلّ الممثلة السورية نظلي الرواس وخلفها العلم السوري، بحكم أن المشروع سوري مئة في المئة. لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، ما أدّى إلى إعادة خلط أوراق المسلسل ونقل التصوير إلى مكان آخر. مع استعداد فريق العمل لوضع العلم السوري وإطلاق صافرة الكاميرا، تعرّض لهجوم من قِبل مجموعة من الشباب، كانت مجهولة الهوية في البداية، راحت تمزّق العلم السوري وتحدث هرجاً ومرجاً بين الحاضرين والقوى الأمنية. أمرٌ أجبر فريق العمل على الانسحاب من مكان التصوير بشكل نهائي، مع تعديل الخطة وترك طرابلس خوفاً على سلامة المشاركين في المسلسل. في هذا السياق، راحت الصفحات الافتراضية التي تنقل أخبار المدينة، تلفت إلى أن الاشتباك بدأه «شباب التبانة ـ طرابلس الذين اقتحموا مبنى بلدية طرابلس وطردوا ممثلين سوريين عمدوا إلى استخدام مبنى البلدية لتصوير مسلسل سوري بموافقة البلدية. رفعوا خلال التصوير صوراً لبشار الأسد والنظام السوري. وقد طُرد المصورون والممثلون من قبل شباب التبانة وتم إيقاف التصوير». من جانبه، يلفت مصدر من فريق «عالم كامل» لـ «الأخبار» إلى أن الفريق فوجئ بالهجوم الذي حصل بالتزامن مع إطلاق صافرة التصوير ورفع العلم السوري. وينفي المصدر رفع أيّ صورة للأسد، مؤكداً أن العلم وحده الذي وُضع على خلفية المشهد.
الخلاف بدأ مع رفع العلم السوري في مشهد تطلّ فيه نظلي الرواس

ويوضح أنه بعد ساعات من الهجوم، تواصل رئيس البلدية رياض يمق مع صنّاع المسلسل طالباً منهم العودة، لكنهم اشترطوا إعادة الحصول على التصريح مع توقيع جميع أعضاء البلدية، إضافة إلى تأمين مؤازرة أمنية لحمايتهم في حال حصول أي طارئ. ويشير المصدر إلى أنّ فريق العمل رفض العودة إلى طرابلس في غياب تلك الضمانات، وتمّ نقل التصوير إلى مدينة أخرى. بهذه الخطوة تكون عاصمة الشمال قد خسرت مشروعاً درامياً كان سيلقي الضوء على تراثها، ويجذب السياح إليها، إضافة إلى تشغيله عدداً من العاملين وحجز غالبية الفنادق والمطاعم. بعدما كانت المدينة ساحة نكايات من الأطراف السياسية التي حرمتها أبسط حقوقها، ها هي اليوم تنقل الصراعات السياسية إلى كواليس الدراما.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا