في يوم زفافها، تُجبَر لمياء (فلافيا بشارة) التي بلغت 16 عاماً، على عبور الحدود التي تفصل قريتها عن قرية ابن عمها المحتلة من الإسرائيليين. بين القريتَين، سياج تحت المراقبة المشددة، وعبوره يتطلّب موافقة وتصريحاً. وأهل لمياء استخرجوا تصريح عبورها إلى قرية زوجها وابن عمها. عادات وتقاليد لا يُسمح المساس بها ولا يقوى الاحتلال على رفضها. لمياء،ّ التي تخلت للتو عن شقيقها الأصغر وأمها، وتركت المدرسة وطائرتها الورقية وكلّ ماضيها وراءها للانضمام إلى عائلة زوجها؛ ستنتقل أيضاً من الطفولة إلى البلوغ، بطريقة وحشية مثل الصراع بين القرية والاحتلال. عندما تعبر لمياء الحدود، يبدو الأمر كما لو أنه الحدّ الفاصل بين براءتها المرتبطة بصغر سنها وحالتها الجديدة المفروضة عليها كزوجة.«طيارة من ورق» (2003) الفيلم الأكثر نضجاً لرندة الشهال (1953 ـــ 2008)، وبالتأكيد أقرب إلى حساسية مشاكلها مع الحرب والاحتلال. قصة نساء ورجال وأطفال، يعيشون مع عبثية الاحتلال وعواقب الحرب والسياسة واللاإنسانية. رمزية هي صورة الفيلم، نجحت في إظهار المشاعر بالصور والموسيقى (موسيقى الفيلم من تأليف زياد الرحباني). الفيلم كإذن استعارة للحب، مشاهده لا تحتاج للشرح اللفظي. كاميرا الشهال جميلة، تتحرك دوماً من اليمين إلى اليسار، تماماً كالكتابة العربية.
صورة رمزية نجحت في إظهار المشاعر بالصور والموسيقى

صنعت المخرجة اللبنانية فيلماً خفيفاً بلمسات من الفكاهة الساذجة، بخاصة مع مشاهد زياد الرحباني، في مكان مليء بالصراعات الاجتماعية والدينية والايديولوجية والظلم الناتج عن الاحتلال. على الرغم من الاحتلال، قدمت الشهال قصة رومانسية وعلاقة حب عذري، في واقع قاسٍ. ورغم كونها مرحة في أوقات مختلفة، فإنّ مغامرة الشخصيات هي قصيدة حزينة، حيث الاحتلال يذبح الحب دائماً.

* «طيارة من ورق» على نتفليكس

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا